أ ف ب، يو بي آي - قتل أربعة جنود فرنسيين وجرح خمسة آخرون السبت في هجوم انتحاري في أفغانستان التي شهدت بذلك أولى الخسائر في صفوف الجيش الفرنسي منذ انتخاب الرئيس فرنسوا هولاند الذي أكد أن انسحاب القوات الفرنسية المقاتلة من أفغانستان سيبدأ في تموز/يوليو على أن ينجز مع نهاية هذا العام. وتزامن الهجوم مع زيارة وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان كابول برفقة رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسي الأميرال غييو. وقال الوزير في مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» أن زيارته تهدف إلى استعراض «الاستعدادات» الأمنية المرتقبة التي ستواكب سحب الوحدات الفرنسية. وأكد الاليزيه مقتل أربعة جنود فرنسيين في هجوم للمتمردين في أفغانستان، أسفر كذلك عن جرح خمسة جنود آخرين بينهم ثلاثة حالهم خطيرة. وقالت الرئاسة الفرنسية إن الضحايا ينتمون إلى «الكتيبة 40 للمدفعية لسويب (منطقة المارن) والوحدة الأولى للجيوش للعمليات المدنية العسكرية في ليون». وكان مصدر أفغاني أعلن مقتل أربعة جنود فرنسيين السبت في هجوم شنه متمردون في ولاية كابيسا التي يشرف عليها الفرنسيون. وقال الناطق باسم الشرطة الأفغانية في كابيسا أحمد أحمد زاي إن الهجوم استهدف «قافلة للقوات الفرنسية» في إقليم نيجراب. وأعلن الناطق باسم حركة «طالبان» ذبيح الله مجاهد مسؤوليتها عن مقتل 12 جندياً من القوات الفرنسية وأربعة من أفراد الشرطة الأفغانية. وقال في رسالة إن «انتحارياً فجر نفسه في دورية فرنسية راجلة» فقتل «12 فرنسياً» و «أربعة من عناصر الشرطة الأفغانية». وبعيد ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن انسحاب القوات الفرنسية المقاتلة «سيبدأ في شهر تموز وينفذ وينتهي في نهاية عام 2012»، وذلك في كلمة مقتضبة في تول (وسط) حيث شارك في إحياء ذكرى المدنيين الذين قتلهم النازيون في التاسع من حزيران (يونيو) 1944. وأضاف: «من الآن حتى ذلك الوقت، يجب القيام بكل ما في وسعنا حتى تكمل قواتنا واجباتها ولكن مع أعلى مستوى من الأمن ومع أكبر قدر من اليقظة على حياة جنودها. أتعهد بذلك هنا وسأكون الضامن لهذه العملية». وذكر الرئيس الفرنسي بأن مهمة القوات الفرنسية «تتمثل في السماح للأفغان باستعادة سيادتهم في أسرع وقت ممكن في إطار عملية انتقالية يجب أن تكون منظمة وسريعة». وأكد هولاند في وقت لاحق في مدينة تول خلال مراسم تكريمية ل99 مدنياً أعدمهم النازيون عام 1944 أن «ما حصل لا يغير شيئاً، لا يسرع ولا يبطئ» الانسحاب. وأدى الهجوم إلى مقتل أربعة جنود فرنسيين وأحد مترجميهم وأصاب خمسة من رفاقهم بجروح بينهم ثلاثة في حال الخطر ما يرفع إلى 87 عدد العسكريين الفرنسيين الذين قضوا في أفغانستان منذ 2001. وكان الجنود المستهدفون يشاركون في «عملية مراقبة» في كابيسا حيث نشاط كبير للمتمردين. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي أن الرجل الذي «كان متنكراً بلباس امرأة بالبرقع (...) اقترب من القوات الفرنسية خلال قيامها بدورية في قرية في إقليم نيجراب»، ثم قام بتفجير نفسه. وأوضح أن «ثلاثة أفغان جرحوا في التفجير». في غضون ذلك، أعلنت قوة المساعدة الدولية في أفغانستان عن مقتل جندي لها بهجوم مسلّح جنوب البلاد. وقالت القوة في بيان إن جندياً لها قتل أمس، بهجوم نفّذه مسلحون جنوبأفغانستان. ولم تكشف القوة عن هوية القتيل أو المكان المحدّد لمقتله. وكانت وزارة الداخلية الأفغانية أعلنت أمس، عن مقتل 33 مسلحاً على الأقل من حركة «طالبان» واعتقال 9 آخرين بعمليات شنتها القوات الأمنية بأنحاء مختلفة من البلاد خلال الساعات ال 24 الأخيرة. باكستان في باكستان، قتل جندي وجرح آخر باشتباكات وقعت أمس، مع مسلحين في منطقة جنوب وزيرستان القبلية (شمال غرب) على الحدود مع أفغانستان. وأفادت صحيفة «دون» الباكستانية على موقعها الإلكتروني أن نقطة للتفتيش تعرّضت لكمين نصبه مسلّحون في جنوب وزيرستان، واستخدمت خلاله الأسلحة الثقيلة. وقتل بالهجوم رجل أمن وجرح آخر. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أن تبادل إطلاق النار تواصل لقرابة الساعتين، وطُلب من السكان المغادرة حيث أمر بعملية عسكرية ضد المسلحين. يذكر أن المنطقة القبلية تشهد نشاطاً لتنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان»، وغالباً ما شنت عليها طائرات الاستطلاع الأميركية غارات أثارت غضب السكان المحليين.