عيّن وزير العدل الأميركي إريك هولدر محقّقَين لرئاسة تحقيق جنائي في «تسريب» معلومات سرية الى الصحافة، تتصل بالأمن القومي للبلاد، فيما رأى الرئيس باراك أوباما «إهانة» في اتهام جمهوريين إدارته بالوقوف وراء التسريبات، لتعزيز فرص تجديد ولايته في انتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال هولدر إن المحققَين هما مدعي واشنطن رونالد ماشين ومدعي ولاية ميريلاند رود روزينشتاين، مضيفاً: «المحققان المرموقان اللذان يتمتعان بخبرة، سيتوليان تحقيقات منفصلة يجريها الآن مكتب التحقيقات الفيديرالي» (أف بي آي). وزاد: «أبلغت اعضاء من الكونغرس، وأنوي تقديم مزيد من المعلومات عند الضرورة، للجنتي القضاء والاستخبارات». وشدد على أن «الكشف، من دون تصريح، عن معلومات سرية يمكن ان يهدد أمن البلاد وأمن جميع الاميركيين، ولن يتم التساهل معه»، لافتاً الى أن ماشين وروزينشتاين «سيكونان مخوّلين في شكل كامل لمقاضاة الانتهاكات الجنائية التي يتم اكتشافها، نتيجة لتحقيقاتهما». ويأتي ذلك بعدما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقارير أفادت بأن اوباما أمر بتكثيف «حرب الكترونية» على المنشآت النووية في ايران، كما تحدثت عن «قائمة قتل» ضد أهداف إرهابية، تم بموجبها قتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، وحملة بطائرات من دون طيار، ضد «إرهابيين» في اليمن، اضافة الى وجود «عميل مزدوج» اخترق جماعة متشددة في اليمن. وأشارت الصحيفة الى ان مصادرها في المقالات التي نشرتها في هذا الشأن، شملت مسؤولين سابقين وحاليين في الادارة. واعتبر جمهوريون ان هذه المعلومات سُرّبت، لتحسين صورة أوباما بصفته قائداً قوياً للقوات المسلحة، ولتعزيز فرص إعادة انتخابه. ويقود جون ماكين، خصم اوباما في انتخابات 2008، حملة الاتهامات ضد الرئيس الديموقراطي، بقوله: «أياً يكن المكسب السياسي الذي يمكن ان يجنيه اوباما من التسريبات، يجب وقفها». وقالت ناطقة باسم حملة المرشح الجمهورية للرئاسة ميت رومني: «القيادة تبدأ من القمة. ويأمل رومني بأن يكون الرئيس (أوباما) يستخدم جميع الوسائل المتاحة له، لإنهاء هذه الممارسة الضارة». أوباما لكن أوباما رفض الاتهامات، مؤكداً أنه لن «يلعب» بمسائل أمنية. وأضاف: «مجرد فكرة ان البيت الابيض يسرّب عمداً معلومات سرية تتصل بالأمن القومي، أمر مهين». وزاد: «هذا ليس صحيحاً، ويجب ان يفهم الناس في شكل افضل، كيف أدير هذا المكتب وكيف يعمل الناس المحيطون بي في المكتب». وتابع: «نتعامل مع قضايا يمكن ان تمسّ بسلامة الشعب الاميركي وأمنه، وبعائلاتنا وجنودنا وحلفائنا. ولذلك لا نتلاعب في ذلك. وسواء كانت تلك المعلومات التي تلقتها الصحف، صحيحة أم لا، قال كاتبو هذه المقالات صراحة إنها لم تأتِ من البيت الابيض، وهذه ليست الطريقة التي نعمل بموجبها». في غضون ذلك، أعلن ريك سانتوروم الذي سعى الى نيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة، إطلاق مجموعة سُمّيت «أصوات الوطنيين»، هدفها جمع أكثر من مليون من المحافظين في الولاياتالمتحدة، و «دحر باراك أوباما» في الاقتراع.