فيما اختتم أمس اقتراع المصريين المغتربين في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها مرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي وآخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الفريق أحمد شفيق، طعن أمس المرشح السابق حمدين صباحي والذي حلَّ ثالثاً في نتائج الجولة الأولى ب «بطلان الانتخابات الرئاسية»، مطالباً بوقف جولة الإعادة والتقى أمس المرشح الخاسر عبدالمنعم أبو الفتوح قيادات في حزب «النور» السلفي وجماعة «الإخوان» لبحث إمكان إعلان دعمه لمرشح الإخوان وانضمامه إلى فريقه الرئاسي. وأعلنت وزارة الخارجية أن عدد المصريين المغتربين الذين أدلوا بأصواتهم في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، حتى صباح أمس، بلغ حتى الآن نحو 260 ألف ناخب قبل يوم واحد من انتهاء التصويت في الخارج. وقال الناطق باسم الوزارة عمرو رشدي إن سفارة مصر في الرياض تتقدم قائمة الناخبين بأكثر من 63 ألف صوت، تليها الكويت بنحو 55 ألفاً، ثم جدة 48 ألفاً، والدوحة 15100 صوت، ودبي 13500 صوت، وأبوظبي 13300 صوت، ومسقط 4450 صوتاً. بينما ظلت القنصلية المصرية في نيويورك في المرتبة الأولى لأكبر لجنة خارج الدول العربية بعدد أصوات قارب على 4000 صوت. ويأتي ذلك في وقت أقامت اللجنة القانونية في حملة المرشح الرئاسي الخاسر حمدين صباحي دعوى قضائية أمام المحكمة الإدارية العليا طالبت فيها ببطلان نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات، ووقف إجراءات الجولة الثانية. ودفع محامو صباحي ببطلان إعلان قوائم المرشحين الرئاسيين متضمنة اسم الفريق أحمد شفيق والذي ينتظر قراراً من المحكمة الدستورية العليا في شأن دستورية قانون العزل السياسي الذي يستهدف إبعاده، ما اعتبره المحامون مخالفة للقانون. وأوضح المحامون أن اللجنة الرئاسية أعلنت القائمة النهائية للمرشحين وأدرجت بها أحد المرشحين الذي ما زال موقفه غير نهائي مما يجعل القائمة «احتمالية» ويبطلها بالتالي ويُبطل ما يمكن أن يأتي بعدها من نتائج. في غضون ذلك، التقى أمس المرشح الخاسر عبدالمنعم أبو الفتوح صباح أمس عدداً من الأحزاب والقوى السياسية المختلفة، لبحث الضمانات التي قدَّمها مرشح «الإخوان» محمد مرسي والتشاور حول الموقف من جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، وكيفية العمل على تفعيل قانون العزل السياسي لفلول النظام القديم. وكان أبو الفتوح أكد في لقاء جمعه بنشطاء حملته الانتخابية في محافظة البحيرة (دلتا النيل) أن حملته الانتخابية أمام خيارين في انتخابات الإعادة، وهما: إمّا دعم مرسي وإما الذهاب وإبطال الصوت الانتخابي، مشيراً إلى أنه «لا مجال لأن تكون أصواتنا لمرشحّ نظام (حسني) مبارك». وأكد أبو الفتوح إلى أنه لن يقوم بمقاطعة الانتخابات لأنّ ذلك سيُسهّل عملية التزوير فيها، مشيراً إلى أنه بانتظار ردّ مرسي على النقاط الأربع التي وضعها بإعلانه «لطمأنة القوى الوطنية المختلفة وتحقيق حالة اصطفاف وطني». وقال أبو الفتوح خلال اللقاء «إنّ الصوت الانتخابي مسؤولية فردية لكل مواطن وأمانة يُسأل عنها، ويجب أن نتفق جميعاً أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نصوت لمرشح الفلول ونعيد إنتاج النظام القديم مجدداً، كما لا يجوز أن نساوي بينه ومنافسة محمد مرسي لأن خلافنا معه (شفيق) جنائي أما خلافنا مع مرسي فهو سياسي ولا يمكن أن نُخرجه من دائرة المرشحين الوطنيين». وكثَّف كل من أحمد شفيق ومحمد مرسي من جولاتهما الانتخابية قبل أسبوع من التئام جولة الإعادة في الداخل، والتقى مساء أول من أمس شفيق وفداً من شيوخ وزعماء بعض القبائل السيناوية في منزله تعهد خلاله المرشح الرئاسي ب «تمتع أهالي سيناء بكل حقوقهم في المواطنة»، مؤكداً أن سيناء «هي البعد الاستراتيجي لمصر». ووعد شفيق بأنه في حال فوزه سيعمل على إقرار قانون يسمح لمواطني سيناء بتملك أراضيهم. كذلك عقد أمس محمد مرسي لقاء جماهيرياً في محافظة الإسكندرية الساحلية، كرر خلاله تعهداته السابقة ب «مشاركة كل أطياف المجتمع في مؤسسة الرئاسة». وأصدر مرسي بياناً نفى فيه في شدة ما يتردد حول بيع قناة السويس إذا ما فاز في الرئاسة، معتبراً أن ذلك «أمر لا يعقل ولا يمكن أن يتم وهو على كرسي الرئاسة». وقال مرسي في بيانه: «إن القناة حفرت بدماء المصريين وليست ملكاً لأحد كي يبيعها أو يفرط فيها، ولن نفرط فيها أبداً، لأن بيع القناة أمر مستحيل»، ووعد المرشح الرئاسي بتنمية محور القناة وإنشاء مراكز صناعية وتجارية للنمو الاقتصادي وتوفير العديد من فرص العمل للشباب في هذه المنطقة وغيرها من مناطق الجمهورية. الأجانب ... جواسيس على صعيد آخر (أ ف ب) اضطر التلفزيون المصري مساء الجمعة إلى وقف إعلان يمكن ان يفسر على انه تحريض على الأجانب والإيحاء بأنهم جواسيس، وذلك إثر قيام نشطاء على المواقع الاجتماعية مثل «فايسبوك» و «تويتر» بالتنديد به، متهمين التلفزيون المصري بدفع الشعب الى فقد الثقة في الجميع. وأكد رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة الحكومية علي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تم وقف عرض هذا التنويه (الاعلان) منذ مساء الجمعة، لأننا خشينا أن يساء فهمه واعتبار انه يحرض على الأجانب». وتابع «نحن دولة تسعى الى زيادة أعداد السياح القادمين لزيارة مصر لذلك قررنا وقف هذا التنويه على أساس ان نعيد صياغته حتى يتم إسقاط أي إيحاء بالتحريض على الأجانب». والإعلان الذي كان يبث على قنوات النيل المتخصصة مثل النيل دراما والنيل سينما والنيل سبورت والنيل لايف يتضمن تصوير اجنبي يدخل مقهى ويجلس مع شباب مصريين يتحدثون معه عن مشاكل البلاد على خلفية صوت يشير إلى أن هذا الاجنبي يعرف ما يريد، وان المصريين كرماء يفيضون في الكلام فيقدمون له معلومات مجانية عن البلد ليختتم التنويه بجملة «كل كلمة وليها ثمن ... كلمة ممكن تنقذ وطن».