بعد مرور 18 يوماً على اختطافهم في 22 (أيار) مايو الماضي من جانب مجموعة سورية مسلحة في شمال محافظة حلب السورية، عقب اجتيازهم الحدود التركية آتين براً من زيارة دينية لإيران، نقلت فضائية «الجزيرة» القطرية امس شريطاً مصوراً هو الاول من نوعه يظهر اللبنانيين ال11 المختطفين؛ ما احدث ارتياحاً نسبياً، اذ بعث ظهورهم الأمل والاطمئنان في نفوس ذويهم الذين لزموا الصمت خوفاً من ان يفسر ما يقولونه في شكل يؤثر في مصيرهم. وعرضت محطات التلفزة المحلية الشريط المصور الذي بثته الجزيرة، وظهر فيه المختطفون ال11 تباعاً وهم يعرّفون عن أنفسهم. وفيما لم تظهر أي علامات تدل على تعرضهم للضرب أو التعذيب، قال المختطفون إنهم بحالة صحية جيدة، وأكدوا أنهم «بخير وفي أياد أمينة وضيوف لدى ثوار سورية ويتلقّون معاملة جيدة كأنهم يعيشون بين أهلهم»، مؤكدين أنهم «ليسوا مخطوفين»، ونافين ان يكون اي ضغط مورس عليهم. واستنكروا مجزرة الحولة، معلنين تأييدهم الشعب السوري وأنهم سيعودون الى لبنان. وذكر أحد المخطوفين أن الشريط مسجل «في 5 أو 6 حزيران» (يونيو) 2012، وقال آخر: «نحن ضيوف عند ثوار سورية، وإن شاء الله عائدون إلى الوطن»، واستنكر مخطوف ثالث مجزرة الحولة «التي حصلت على يد الظلام»، وقال: «نحن نؤيد الشعب السوري»، وطلب المخطوف عباس شعيب الذي اتهم بأنه مسؤول في «حزب الله» من الشعب اللبناني أن «يقوم على الظلم كما هو الشعب السوري يثور على الظلم». وشدد على أنهم «ضيوف عند الثوار، والكلام من بعيد غير رؤية الأمور عن قرب»، وقال: «الله ينصرهم يا رب، ونحن نتكلم بإرادتنا من إحساس الشباب كلهم، ونحن نؤيد الشعب السوري ونحن معه للدم، ولا نقول هذا بأي ضغط من أحد، ولا أحد يضع مسدساً في رأسنا». وتحدث كل المخطوفين في الشريط حيث ظهروا وهم يتلون أسماءهم ويطمئنون أهلهم. ثم ظهرت كلمات في آخر الشريط تحدد مطالب الخاطفين الذين كتبوا أنهم «تجمّع ثوار سورية»، وقالوا: «سيتم تسليم هؤلاء بعد النظر بوضعهم من قبل الدولة المدنية في سورية بعد قيام برلمان ديموقراطي، ونظراً للظروف الراهنة قد يتم تسليمهم إلى اي من الدول المجاورة». وبعد عرض التسجيل المصور عرضت المحطة «البيان الرقم 2» للخاطفين الذين نفوا فيه أي صلة لهم بالثوار الذين ظهورا عبر الشاشة، مؤكدين أنه لم يصدر عنهم إلا «البيان الرقم 1» الذي تضمن طلب الاعتذار من الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله. ووسط ترقب وانتظار بصمت، خيّم الفرح على الأهالي نظراً «لاطمئنانهم إلى صحة المخطوفين وشعروا بالارتياح بعد رؤية الشريط، لكنهم يفضلون عدم الإدلاء بأي كلام بانتظار ما ستؤول إليه الأمور نظراً لدقة المرحلة». اما في حي السلم، حيث مكتب حملة «الإمام الصدر» التي يحتجز ستة من زوارها، فلاحظ الأهالي الذين تجمعوا في المكتب (زوجات وأبناء وأشقاء) في تصريحات مقتضبة تعليقاً على الشريط الذي شاهدوه مراراً كما قالوا، انهم «يرتدون ثياباً جديدة وصحتهم تبدو جيدة ويبدو انهم في مكان مريح»، وشكر بعضهم «كل انسان ساهم في انتاج الشريط المصور عن المخطوفين والفرحة تكون اكبر عندما يطلق سراحهم»، وخاطب بعضهم الخاطفين بالقول: «هؤلاء امانة في أعناقكم حافظوا عليهم وأرسلوهم الينا في اقرب وقت». الى ذلك تابع وزير الخارجية عدنان منصور تطورات المساعي والاتصالات التي تجريها تركيا لإطلاق المخطوفين مع السفير التركي إينان أوزيلدز الذي قال بعد اللقاء: «ليس هناك من معلومات جديدة. ناقشنا ما يمكننا فعله، وتستمر تركيا دائماً في مواصلة جهودها من أجل التوصّل الى تحرير اللبنانيين الموجودين شمال سورية. ونحن لدينا دائماً امل أنّهم بصحة جيدة وعلى قيد الحياة». وأضاف: «لا نعلم ماذا يطلب الخاطفون مقابل تحريرهم، ونسعى لمعرفة ذلك. هذه حالات هشّة وحسّاسة جدّاً لهذا يجب التحلّي بالصبر والهدوء ومعالجة هذا الموضوع بصبر والانتظار قليلاً، وكونوا على ثقة بأنّ السلطات التركية هي حاضرة وملتزمة القيام بما في وسعها من أجل التوصل الى نتيجة إيجابية». جرحى سوريون وفي الشأن الميداني اشارت «الوكالة الوطنية للاعلام» اللبنانية الرسمية الى انفجار قذيفة في بلدة القصير على الحدود اللبنانية - السورية ادى الى اصابة كل من هنادي وعبد الكريم خضر (25 عاماً) وأولادها شما (10 سنوات)، فاطمة (3 سنوات)، مصطفى (3 سنوات) اصابته حرجة، طفل عمره سنة واحدة وحميدة عبدالمجيد (10 سنوات). ونقل الجرحى صباحاً عبر مشاريع القاع، وهم يتلقون العلاج حالياً في مستشفى «دار الامل» في بعلبك.