ما الذي يحصل في نادي جازان الأدبي؟ سؤال يتردد على أفواه مثقفي المنطقة، فمنذ مدة والاضطرابات تعصف بهذا النادي، استقال عدد من أعضاء مجلس الإدارة، والبقية تهدد بالاستقالة، والوحيدان اللذان لا يشكوان من شيء هما رئيس النادي محمد يعقوب والمتحدث الرسمي علي زعلة، اللذان - بحسب مثقفين من جازان - يتحكمان بالقرار وحدهما، غير عابئين بالبقية. يأس عدد من مثقفي المنطقة في أي حل يمكن أن يأتي من إدارة الأندية، ويتطلعون إلى نظرة من وزير الثقافة أو أمير المنطقة للوقوف على ما يحدث لهذا النادي العريق، وأنه لا ينبغي أن يترك مصيره لشخصين فقط. وأوضح الشاعر والكاتب أحمد السيد عطيف، أن ما يحصل الآن «سببه الأول لائحة الأندية المتسببة في دخول انتخابات الأندية على تحالفات شخصية، في نادينا فاز في الانتخابات تكتلان في مقابل ثمانية سيطر الأكثرية على المناصب الإدارية وعلى القرار. استقال التكتل الأقل دفعة واحدة وبقي تكتل واحد انقسم على نفسه فصار خمسة في مقابل ثلاثة، استقال رجل وبقيت سيدتان تهددان بالاستقالة في مقابل الخمسة الباقين، كان واضحاً أن التحالفات الشخصية التي تأسست من أجل التماسك انقلبت إلى عامل تفكك، وهذا طبيعي». وقال أحمد عطيف ل«الحياة»: إن «نواة التكتل القابضة على المال والإدارة والقرار أشعرت - بقصد أم من دون قصد - البقية أن وجودهم كعدمه. نسمع عن لغة خصام داخل المجلس يجب التعامل معها بحزم وبلا هوادة مهما كان الثمن والقضايا المثارة تحال لجهات التحقيق، فالإدارة العامة للأندية ليست الجهة المحايدة للتحاكم. في ضوء اللائحة السيئة فأفضل حل يقوم به المجلس الآن هو تدوير نفسه، وإتاحة الفرصة للأعضاء الثلاثة الجدد والسيدات لتولي ثلاثة مناصب إدارية، ليتوزع العبء والمناصب بالعدل. وهو حل غير مضمون النتائج لكنه أفضل ما يمكن الآن في حال أراد المجلس الخروج من دائرة المشكلات موقتاً. أوصي الزملاء والزميلات في المجلس أن يرتفعوا عن المستوى الشخصي للتحالف أو التخاصم، وهم قادرون لو أرادوا إن كان الوقت لم يفت بعد». وأشار الشاعر موسى عقيل إلى أنه «على مدى أشهر وأخطاء مجلس إدارة «أدبي جازان» تتراكم إلى أن أصبحت الأخطاء خطايا، ووصلت مشكلات بعض الأعضاء إلى الجهات الحقوقية الرسمية، ثم استقال ثلاثة من الأعضاء احتجاجاً على طريقة أداء إداريي النادي واستئثارهم بالقرار والإصرار على الخطأ، وباءت كل محاولات الإصلاح من أعضاء الجمعية بالفشل، وماتت الوعود المتكررة من الرئيس الذي راهنا عليه قبل الانتخابات وبعدها، حتى سقط الرهان الأخير ليلة اجتماع الجمعية العمومية بحجب أصوات الأعضاء، ونهرهم عن النقاش أو استيضاح الأمور قبل التصويت، وكأن دورهم فقط الضغط ثلاث مرات على أجهزة (التصويب) الإلكتروني». وقال عقيل: «في ذلك الاجتماع المجدول من إدارة الأندية واللاقانوني لإقرار خطة هزيلة نفذ كثير منها قبل عقد الاجتماع. هذه اللامبالاة باللائحة، والإقصائية للجمعيات استغلها المجلس ليستمر على نهجه القديم مستقوياً بها ضارباً عرض الحائط بكل الأصوات المنتقدة، وبدل أن يكون النادي منتجاً للأدب والثقافة كان منتجاً للمشكلات والأزمات، حتى خرجت أخيراً عضوتان كريمتان في المجلس تهددان باستقالة وانتقادات حادة لأعضاء المجلس وبعض اتهامات مؤلمة، لا أتصور أن متهماً نزيهاً سيرضى أن تمر من دون تحقيق وإبراء ساحته منها». وأكد الحاجة الملحة «للوقوف على مكامن الخلل في النادي وللاطلاع على حقيقة الأمور، كما أن هذه التشكيلة الإدارية يجب أن يتم تدويرها لأن كل الاتهامات القديمة والجديدة موجهة لأعضائها، ولا يسأل أحد عن دور الجمعية العمومية فصوتها قيد الحجب، وخطابات أعضائها في سلة مهملات النادي». ويرى عضو مجلس النادي المستقيل جبريل السبعي أن إشكال «أدبي جازان» يكمن «في أشياء عدة، أولها «ضعف الوعي بأن النادي الأدبي ملك للجميع»، فالملاحظ أن الكتلة الإدارية اعتبرت النادي ملكاً لها، ثم انتهجت من ثم إقصاء الآخرين، ولم تستمع للأصوات المنادية من داخل المجلس وخارجه من الجمعية العمومية ومثقفي المنطقة بضرورة إصلاح الأخطاء، وتجاوز الخلافات المالية، وعدم الاستبداد بالقرار. وأما الإشكال الثاني الذي يعاني منه أدبي جازان فسطحية الرؤية في ما يخص سير البرامج والفعاليات، فالملاحظ أن هنالك عشوائية كبيرة تسم آلية التنفيذ على مستوى الزمان والمكان والأشخاص والموازنة، وكأن الخطة غير موجودة، وهنا تنشأ بالتأكيد تساؤلات عن سبب وضع الخطة جانباً، والبدء في فعاليات طارئة ومعتمة على مستوى المعلومات المتعلقة بتفاصيل تنفيذها، فيما يكمن الإشكال الثالث في ضعف الإدارة وتفكك العلاقات الإنسانية، مما أوجد وضعاً مأسوياً، مؤسساً على المهاترات والملاسنات، ورفع الدعاوى، والتشويه». وقال السبعي إنه لا حل «سوى حل مجلس إدارة النادي الذي أساء للمنطقة، كما لم يسئ أحد من قبل، واستبداله بأناس أكبر وعياً وأعمق رؤية وأشد تماسكاً». ...وعضوتان في مجلس الإدارة تتقدمان بشكوى إلى أمير المنطقة