أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، تأييد بلاده حق طهران في «الاستخدام السلمي» للطاقة النووية، فيما اعتبر نجاد أن إيرانوروسيا والصين تقف في «خندق واحد» ضد الاستعمار. والتقى بوتين ونجاد في بكين، على هامش مشاركتهما في القمة السنوية ل «منظمة شنغهاي للتعاون» التي تضم الصين وروسيا وكازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان. وتحظى إيران في المنظمة بصفة مراقب. وقال بوتين لنجاد: «أيدنا دوماً حق الشعب الإيراني في امتلاك التكنولوجيا الحديثة، بينها الاستخدام السلمي للطاقة النووية. ولكنني أريد أن أوكد أننا نتحدث عن استخدام سلمي، وأنتم تعرفون موقفنا، إذ نعارض انتشار أسلحة الدمار الشامل. وبدورنا نعرف موقفكم وموقف القيادة الإيرانية، ومفاده أن إيران لا تصنع سلاحاً نووياً، ونتصرف من هذا المنطلق». ونقلت وكالة «إيتار - تاس» عن بوتين تأكيده قدرة البلدين «على فعل أكثر مما تتحقّق حتى الآن في مجال واحد على الأقل، وهو التعاون الاقتصادي»، مذكّراً ببناء مفاعل «بوشهر» النووي بوصفه «مثالاً لإنجازات التعاون الثنائي». ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى بوتين قوله إن «إيران شريكة وشقيقة وجارة لروسيا التي تحترمها وتتواصل معها في كلّ القضايا الدولية»، لافتاً إلى أن موسكو «دافعت دوماً عن تقدّم الشعب الإيراني وحقوقه، في جميع الأوساط الدولية». نجاد أما نجاد فاعتبر إيرانوروسيا «صديقين وجارين»، مضيفاً: «تاريخ العلاقات بين البلدين، وحاضرها ومستقبلها، يتطلب تعزيزها، وتقتضي الظروف الإقليمية والدولية، توسيع التعاون بينهما». واعتبر أن طهرانوموسكو في «خندق واحد»، مشيراً إلى أن «ثمة مغرضين لا يروق لهم تطور العلاقات بين إيرانوروسيا، خصوصاً أن أطماع الحلف الأطلسي امتدت إلى الشرق». وزاد: «إيران لا ترى حدوداً في علاقاتها مع روسيا. ومحطة بوشهر رمز لآفاق تعاونهما». وأعلن نيته زيارة موسكو. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن نجاد شكر مسؤولين صينيين التقاهم في بكين، على «المواقف الإيجابية والبناءة لبلادهم في الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني، وخصوصاً ما يتعلق بملفها النووي». وأضاف: «إيران بدورها ستدافع عن حقوق الشعب الصيني في جميع الأوساط الدولية». واعتبر أن البلدين «في خندق واحد للدفاع عن السلام والعدالة»، لافتاً إلى أن إيران «مستعدة لتوفير أمن الطاقة للصين على المدى البعيد، من خلال بناء خطوط لنقل الغاز عبر باكستان وأفغانستان». تقارب وتعاون ودعا نجاد إلى «تأسيس نظام عالمي جديد، من خلال تعزيز التضامن والتقارب الإقليمي والدولي، وتطوير التعاون الاقتصادي وإنشاء مؤسسات مالية». وقال خلال قمة «منظمة شنغهاي للتعاون»: «الأزمات الاقتصادية توشك على التحوّل أزمات اجتماعية وسياسية شاملة، والمستعمرون يعارضون تقدّم الصين، قدر معارضتهم تقدّم روسيا والهند وإيرانوباكستان وكلّ أعضاء المنظمة». وأضاف: «نحتاج جميعاً، لتحقيق أهدافنا، نبذ النظام الموجود ووضع أنظمة جديدة». واقترح «تطوير التعاون الاقتصادي ووضع أنظمة مالية جديدة وتنفيذها». واختتمت «منظمة شنغهاي للتعاون» قمتها، مؤكدة أن «أي محاولة لتسوية الملف الإيراني بالقوة، لن تكون مقبولة وستؤدي إلى عواقب لا يمكن التكهن بها، ما يهدد الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم». وطالب قادة المنظمة بتسوية للملف «من خلال السبل السياسية والديبلوماسية».