انتقلت تداعيات الأزمة السورية على الداخل اللبناني من الشمال الى البقاع أمس، حيث شهد محيط بلدة عرسال في البقاع الشرقي فجراً توتراً أدى الى مقتل مواطن لبناني في منطقة متداخلة مع الأراضي السورية، عندما أطلق الجيش السوري النار على مجموعة من 3 أشخاص ما أدى الى وفاة أحدهم وإصابة اثنين حال أحدهما حرجة. وفيما أفادت المعلومات من الجهة السورية بأن الجانب السوري أطلق النار على المجموعة بعد أن تجاوزت الحدود أثناء تهريب عناصرها للسلاح، قال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري إن الجيش السوري توغل داخل أراضي عرسال وأطلق النار على الرجال الثلاثة. وذكر المواطنون في عرسال أن الجيش السوري سحب جثة القتيل الى الأراضي السورية وكذلك صهريج مازوت، إذ ان المجموعة التي استهدفت تعمل في تهريب المازوت لا السلاح مؤكدين أنه لم يعثر على سلاح. وأدى الحادث الى إطلاق النار من قبل مسلحين في عرسال على الجيش السوري وحصول اشتباك، توقف بعد انتشار الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية. وفي ابو ظبي، بحث الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أمس قرار الأخيرة حظر سفر رعاياها الى لبنان وسبل العودة عنه، وفق ما أفاد المكتب الإعلامي الرئاسي في لبنان. وذكر المكتب أن سليمان تطرق أيضاً الى ما طاول لبنانيين من قرارات تتعلق بالإقامة (إبعاد بعض اللبنانيين خلال الأسابيع الماضية). واضاف أن سليمان» تمنى أن تحظى هذه القرارات بالتقويم المتكامل وأن الشيخ خليفة أبدى الاستعداد للتجاوب مع ما يطلبه لبنان واتفق على استمرار التشاور». وكان سليمان لقي استقبالاً خاصاً من الشيخ خليفة في مطار العين، وانتقل بعد المحادثات في أبو ظبي الى قطر للقاء أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وكبار المسؤولين في الدوحة. وينتظر أن يرأس سليمان اليوم جلسة مهمة لمجلس الوزراء نظراً الى الاتصالات المكثفة التي سبقتها والتي قام بها وفد وزاري مشترك من «حزب الله» و «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه النائب ميشال عون وحركة «أمل» معه ومع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فضلاً عن لقاء رئيس البرلمان نبيه بري مع وزراء «جبهة النضال الوطني» النيابية التي يتزعمها وليد جنبلاط لتفعيل عمل الحكومة بعد الشلل الذي أصابه جراء الخلافات. وتُوجت هذه الاتصالات، ليل أول من أمس، بلقاء بين سليمان وبري وميقاتي. وخرج نواب اجتمعوا مع بري أمس، في إطار لقائه الدوري معهم كل يوم أربعاء، «بانطباع تفاؤلي لجهة معالجة الملفات المطروحة من خلال برنامج عمل جرى التفاهم عليه بين أركان الحكم والحكومة لإعادة تفعيل أداء الحكومة في كل المجالات». ونقل نواب عن بري «تأكيده التفاهم من أجل دفع عجلة عمل الدولة على كل الصعد ومنها معالجة قضية الإنفاق المالي في الإطار القانوني مع تأكيد الإسراع في إنجاز مشروع الموازنة الذي يشكل أساس التفاهم على الموضوع». وأوضح بري «أن الاجتماع الرئاسي تطرق الى دعم دور الجيش اللبناني وتعزيزه والعمل بكل جهد في معالجة الوضع الأمني والتوترات الأمنية لا سيما في طرابلس من أجل حماية المدينة. كما جرى العمل من أجل إنجاز ملف التعيينات اعتماداً على تنفيذ الآلية المتفق عليها لمعالجة هذا الملف». وفيما تستمر المشاورات بين قوى 14 آذار تمهيداً لموقفها النهائي من دعوة الرئيس سليمان الى اجتماع هيئة الحوار الوطني الاثنين المقبل، قالت مصادرها أن «محاولات تعويم الحكومة الحالية المسؤولة عن تدهور الأوضاع في البلاد لن يكون لها أي مردود على طاولة الحوار». وجدد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع موقفه من الدعوة الى الحوار بأنه «لن ينتج من انعقاده أو عدم انعقاده أي شيء»، معتبراً أن «حزب الله سيقوم بكل ما بوسعه لتعطيل إجراء الانتخابات النيابية المقبلة وإذا حاول القيام بذلك سنقف له بالمرصاد وسنُصرّ على إجرائها في موعدها مهما يكن». واعتبر أن «حزب الله لديه مشروع آخر لا علاقة له بمشروعنا، ولبنان بالنسبة إليه مجرد تفصيل صغير وأهم شيء بالنسبة الى الحزب هو ما يُسمونه مقاومة. وهي فعلياً قوتهم الأمنية والعسكرية والاهتمام بالاستعداد للمواجهة الكبرى بين أميركا وإسرائيل مع إيران». ودعا، بالنسبة الى معالجة الأوضاع الأمنية في طرابلس، مجلس الوزراء الى إعطاء أوامر مباشرة الى الجيش والقوى الأمنية لسحب السلاح من الناس.