بلغت الخلافات الكردية – الكردية على مسعى سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي مرحلة باتت تهدد بانهيار التوافق الداخلي و «التحالف الاستراتيجي» القائم منذ سبع سنوات بين حزبي الرئيس جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وسط توقعات عقد تحالفات جديدة. ونفى طالباني توقيعه كتاب سحب الثقة من المالكي، بعدما أكد قادة في حزب بارزاني «الديموقراطي الكردستاني» أن «الرئيس وقع القرار». في المقابل، أكدت أوساط حزب «الاتحاد الوطني»، بزعامة طالباني «صعوبة» التكهن بنتائج وتداعيات الأزمة على المستوى الكردي، خصوصاً أن احتمال فشل مسعى إقالة رئيس الحكومة العراقية قائم، وهو الهدف الذي وضع بارزاني ثقله كاملاً لتحقيقه. وفي ظل هذا التوتر القائم بين طالباني وبارزاني وتجدد المخاوف داخل الإقليم من أن يهز هذا الموقف علاقة الطرفين، أفاد رئيس قسم العلوم السياسية في كلية القانون والسياسية في جامعة السليمانية سردار قادر «الحياة» أن «الاتحاد الوطني يرى أن سحب الثقة قد يخرج بنتائج غير مرضية بالنسبة إلى الأكراد، وحتى في حال انسحاب المالكي فإن الأزمة التي تحكم العراق ستراوح مكانها، وقد تستمر المناحرات الداخلية، إلى حين إجراء انتخابات جديدة»، وأضاف أن «موقف بارزاني ينبع حصراً من واقع الإقليم». وعن طبيعة تأثير الدول الإقليمية في مواقف الرجلين، قال قادر: «هناك معادلة ثابتة بالنسبة إلى الأكراد، وهي أن بارزاني يميل إلى الموقف الإقليمي غير الشيعي، كتركيا ودول الخليج وأميركا، في المقابل فإن طالباني قريب من القوى الشيعية، خصوصاً إيران»، مشيراً إلى «وجود تناقض في السلوك السياسي للحزبين، فلقاعدتيهما مطالب غير ما يجول في خاطر قادة الحزبين، وهما يتعرضان لضغوط شديدة من هاتين القاعدتين». وزاد إن «السجال بين الجانبين ليس تكتيكياً، بل من شأنه أن يهدد التحالف الاستراتيجي بينهما، وسنكون أمام تحالفات سياسية جديدة خلال الانتخابات المقبلة، والتي بدأت تظهر من خلال سعي كل طرف التقارب مع أحزاب المعارضة». وكان قادة الحزبين عقدا أخيراً لقاءات منفصلة مع قوى المعارضة، أبرزها حركة «التغيير» بزعامة المنشق عن حزب طالباني نوشيروان مصطفى، الذي أصبح أشد المنافسين في الساحة الكردية، بعد بروز دوره في تأسيس أول حركة معارضة. ووفقاً لهذه التصورات، والتضارب الأخير في المواقف في قضية مصيرية، بدأت تظهر مخاوف داخلية حول مستقبل وحدة الإقليم التي تعرضت لاهتزازات ناجمة عن حرب أهلية خاضها الطرفان في أيار (مايو) عام 1994 واستمرت أربع سنوات وأدت إلى تشكيل إدارتين منفصلتين في كل من السليمانية وأربيل، ولم يتمكن الطرفان من توحيدهما حتى الآن.