حذر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني من أن أشخاصاً في بغداد ما زالوا يحملون نهج منفذي عملية «الانفال» سيواصلون الجرائم نفسها إذا تسنت لهم الظروف، فيما اعتبر قيادي بارز في حزب بارزاني أن «المرونة» الكردية صنعت الديكتاتورية في بغداد. وكتب بارزاني على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أمس في تعليق على مشاركته في مراسم دفن رفات عدد من ضحايا الأنفال «لم اكن أعرف من هو ذلك الشهيد الذي شاركت في حمله، ولكن ما أعرفه هو أنه شهيد مظلوم، لا ذنب له، وذنبه الوحيد هو أنه كردي»، مشيراً إلى أن «ارواح الشهداء مطمئنة الآن عندما ترى ان كردستان تحررت بدمائهم»، محذراً من أن «هناك اشخاصاً في بغداد يحملون الافكار نفسها للذين نفذوا عملية الانفال، واذا تسنت لهم الفرصة فسيواصلون الجرائم نفسها». وكان بارزاني شارك في حمل جثمان أحد ضحايا الأنفال في مراسم أقيمت في قضاء جمجمال التابع لمحافظة السليمانية لدفن رفات 730 شخصاً عثر عليهم في مقبرة «مهاري» الجماعية بمحافظة الديوانية جنوب العراق، ويعود تاريخها إلى العام 1988 عندما شن النظام العراقي السابق حملة أطلق عليها تسمية «الانفال» وسقط ضحيتها اكثر من 180 ألف كردي. وقال سكرتير المكتب السياسي للحزب «الديموقراطي الكردستاني» فاضل ميراني في ندوة لفرع الحزب بمدينة اربيل إن «الرئيس بارزاني والحزب الديموقراطي اتهما بإطلاق تصريحات متشنجة، لكن المرونة التي أبداها الإقليم تسببت ببروز الديكتاتورية الحالية في بغداد»، مشيراً إلى أن «الأفكار الشوفينية في العراق ما زالت قائمة». وكشف ميراني أن بارزاني «لم يكن موافقاً على تولي المالكي رئاسة الوزراء منذ البداية، لكن التحالف الكردستاني وأخوة آخرين وافقوا على ذلك». ويواصل القادة الاكراد توجيه الانتقادات الحادة إلى المالكي، فيما تتجه أنظار الكتل السياسية والمراقبين إلى مساعي جمع تواقيع العدد الكافي من أصوات النواب التي ما زالت دون المستوى المطلوب لسحب الثقة من رئيس الوزراء، بناء على دعوة أطلقها الرئيس جلال طالباني لقادة «التحالف الكردستاني» وائتلاف «العراقية»، بزعامة إياد علاوي وممثلين عن التيار الصدري إلى جمع تواقيع 164 نائباً لتقديم طلب إلى البرلمان بهذا الشأن.