مع إنطلاق الدورة الأولمبية يوم 27 تموز (يوليو) المقبل، سيصبح هناك قاسم مشترك بين كل من إنسبروك النمسوية ولندن إذ ستكونان المدينتين الوحيدتين في العالم اللتين تستضيفان الشعلة الأولمبية للمرة الثالثة في تاريخ الألعاب. فقد استضافت لندن الألعاب الأولمبية فعامي 1908 و1948 قبل منحها شرف تنظيم دورة 2012، في حين حظيت مدينة إنسبروك بشرف استقبال الشعلة الأولمبية في ثلاث مناسبات في سنوات 1964 و1976 و2012. وسيتعزز هذا الارتباط أكثر بحضور "بيت تيرول النمسوي" إلى لندن على هامش هذه الألعاب الصيفية، اذ ستكون مقاطعة تيرول ممثلة من خلاله في "لندن 2012" إلى جانب عدد من شركائه مثل القرى السياحية في إنسبروك وكيزبوهل آلب ومطار إنسبروك . وسيتربع هذا البيت على بعد أمتار فقط من برج لندن الشهير، حيث ستتاح للزوار فرصة الاحتفال بالرياضة وفقاً لتقاليد الضيافة التيرولية. وأوضح جوزيف مارغرتييه، الرئيس التنفيذي لمجلس تيرول السياحي، أن بيت تيرول النمسوي" في لندن سيكون بداية شراكة طويلة المدى بين اللجنة الأولمبية النمسوية ومختلف الهيئات الرياضية في العاصمة البريطانية. وزاد: "وسنتمكن من تقديم مدينة تيرول، قلب جبال الآلب". ولا تزال صور نجاح أول دورة ألعاب أولمبية شتوية للشباب التي احتضنتها إنسبروك خلال كانون الثاني (يناير) الماضي وشارك فيها 1400 رياضي، عالقة في أذهان الجميع فيما تستعد لندن لاستضافة حدث أكبر: الألعاب الصيفية. يبدو من الواضح اذا أن التقاليد الأولمبية العريقة والشغف بالرياضية يوحدان هاتين المدينتين المختلفتين. يذكر أن تيرول جلبت حسن الطالع لرياضيي انكلترا الذين كانت لهم فرصة الفوز بذهبيات عدة. ففي عام 1964 فاز كل من توني ناش وروبين ديكسن (الزلاجة الجماعية) بالميدالية الذهبية، كما فاز جون كاري بذهبية سباق التزلج عام 1976. والتقاليد الأولمبية في لندن بدأت في وقت مبكر جداً. فبعد إطلاق الألعاب الأولمبية الحديثة عام 1896، استضافت العاصمة البريطانية النسخة الرابعة للألعاب الصيفية عام 1908 قبل أن تنظمها مجدداً عام 1948 بعد أن تأجلت الدورة من عام 1944 بسبب الحرب العالمية الثانية. في المقابل، بدأ تاريخ الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1924 في مدينة شاموني الفرنسية، غير أن إنسبروك لم تكتسب شهرتها العالمية إلا منذ عام 1964 عندما أضيئت الشعلة الأولمبية للمرة الأولى في ملعب برغيزال عالياً فوق المدينة. عامذاك، وفد إلى تيرول 1350 رياضياً من 36 بلداً قبل أن تعود الشعلة مجدداً عام 1976 إلى إنسبروك بعد أن صوت مواطنو مدينة دنفر الأميركية في إستفتاء ضد الأولمبياد الشتوي، فكانت المدينة النمسوية البديل بامتياز بفضل بنيتها التحتية المتطورة والشهرة التي إكتسبتها اثر ألعاب 1964. وكان استقبال الشعلة الأولمبية في إنسبروك للمرة الثالثة في تاريخ الاولمبياد خلال كانون الثاني الماضي لحظة مؤثرة للغاية أطلقت شرارة الروح الأولمبية لدى الرياضيين الشبان. وفي هذا السياق، يقول مارغرتييه " كلا المدينتين فخورة بتاريخها وحاضرها الأولمبي، ما إنعكس من خلال إلتزام آلاف المتطوعين لضمان نجاح هذه الألعاب"، وأمل في أن تعيش لندن مثل هذه اللحظات الرائعة.