إنطلاقاً من قرية الألعاب الأولمبية للشباب مروراً بعدد من الأماكن المتناثرة حول جبال مدينة تريول النمسوية، يوحي المشهد في صورته المتكاملة بمحاولة بناء ميراث دائم من الألعاب الأولمبية الشتوية للشباب في نسختها الأولى التي تنطلق الجمعة 13 كانون الثاني (يناير) الجاري وتستمر حتى 22 منه. وإضافة إلى السعي لتحقيق الإستدامة تهدف القرية الأولمبية التي شيّدت على أنقاض مبانٍ كانت مخصصة لثكنات عسكرية، يرنو هذا المشروع إلى تحقيق أهداف بعيدة المدى حيث أن الشقق المبنية وفقاً لمعايير صديقة للبيئة ستكون متاحة لحوالى 120 ألف مقيم في مدينة تريول الواقعة في قلب جبال الألب. وفي هذا الصدد، يقول بيتر باير الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لألعاب إنسبروك الشتوية أن الشقق ال444 التي تستضيف حالياً حوالى 1600 رياضي ومسؤول مشارك في الألعاب، ستصبح متاحة للسكان المحليين بأسعار مخفضة بحلول آذار (مارس) المقبل. ونظمت انسبروك دورتين أولمبيتين عامي 1964 و1972، وقد أعد للمناسبة الجديدة عدد من مسالك القفز والقنوات الخاصة برياضة التزلج. وإعتبر بيتر مينيل الأمين العام للجنة الأولمبية النمسوية أن استضافة بلاده لنسخة أخرى من الألعاب الأولمبية "تمثل فرصة جيدة لنا خصوصاً مع الإستفادة من الأماكن التاريخية من قبل المواهب الشابة". وتهدف الألعاب الأولمبية الشتوية المخصصة للشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 15-18 سنة، إلى إعطائهم الفرصة لخوض تجربة رياضية مميزة إضافة إلى الإستفادة من برنامج ثقافي وتربوي مثير. فبعد نجاح البرنامج المماثل الذي نظم خلال الألعاب الأولمبية الصيفية الأولى للشباب عام 2010 في سنغافورة، تسعى اللجنة الأولمبية الدولية إلى مساعدة الرياضيين الصاعدين على تطوير قدراتهم الشخصية، وقد وفرت حوالى 30 بطلاً دولياً سيقومون بدور المرشدين للمتبارين الشباب خلال الدورة. يذكر أن المؤتمر ال75 للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الذي إفتتحه الخميس الرئيس النمسوي الدكتور هاينز فيشر، يصادف إقامته في إنسبروك – سيفيد وإنطلاق الألعاب الأولمبية الشتوية، ويشارك فيه مندوبون من أكثر من 100 بلد.