عززت تقارير عن مقتل الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أبو يحيى الليبي في غارة شنتها طائرة اميركية بلا طيار على منزل في بلدة شرق ميرانشاه، كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان أول من أمس، واسفرت عن مقتل 15 متمرداً على الأقل، موقف الولاياتالمتحدة المتمسك بالغارات باعتبارها تمثل «سلاحاً ذا فاعلية كبيرة» ضد المتشددين. واكدت واشنطن لاحقاً مقتل ابو يحيى الليبي. ومع ارتفاع عدد هذه الغارات في منطقة القبائل الى ثمانية منذ بداية الأسبوع الماضي، ما يؤجج المشاعر المعادية للولايات المتحدة في باكستان، استدعت الخارجية الباكستانية السفير الأميركي ريتشارد هوغلاند للاحتجاج على الهجمات «غير القانونية والتي تنتهك القانون الدولي وسيادة باكستان». لكن الملا فضل الرحمن خليل، قائد جماعة المجاهدين المؤيدة ل «القاعدة» ابلغ «الحياة» ان «تعاون إسلام آباد وتهاونها واضحان مع الأميركيين في الغارات. ولولا ذلك لأمرت الجيش بالتصدي لأي طائرة تخترق المجال الجوي». واعتبر ان كشف الأميركيين مقتل الليبي يشير إلى «ضخامة الشبكة التي بنتها سي آي أي في منطقة القبائل». وتضاربت الأنباء حول مقتل أبو يحيى الليبي، إذ اكد مخبرون يعملون لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في منطقة القبائل وجوده في المنزل لدى شن الغارة الصاروخية الأميركية، فيما اعلنت مصادر أمنية باكستانية انها رصدت مكالمات هاتفية تحدث فيها مسلحون عن مقتل «الشيخ» الذي يرمز باعتقادهم الى القائد الليبي. لكن ذلك لا يشكل «دليلاً قاطعاً» على مقتله. ونقلت وسائل إعلام باكستانية وأجنبية عن قائد للمتشددين في وزيرستان قوله إن «ضحايا القصف الأميركي انتموا الى الحركة الاسلامية الأوزبكية الموالية للقاعدة، وان ابا يحيى الليبي لم يتواجد في المنطقة المستهدفة»، مذكراً بأن الولاياتالمتحدة أعلنت اغتياله أربع مرات سابقاً. الى ذلك، شددت باكستان والاتحاد الاوروبي خلال حوارهما الإستراتيجي في إسلام آباد أمس، على اهمية السلام والاستقرار والأمن في افغانستان، وأكدا دعمهما لعملية المصالحة في هذا البلد بقيادة افغانية. وأكد بيان مشترك اصدره وفد الاتحاد برئاسة وزيرة الخارجية كاثرين آشتون والوفد الباكستاني برئاسة وزيرة الخارجية هينا رباني خار، رضا الطرفين عن الحوار الذي «عكس تقدم العلاقات وشموليتها».