الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية بدأت في 3/1/2012 في أيوا، وتنتهي في 26 من هذا الشهر في يوتاه، والرقم المطلوب للفوز هو 1144 صوتاً في مؤتمر الحزب في آب (أغسطس) المقبل، وقد تجاوزه ميت رومني، حاكم ولاية مساتشوستس السابق، عندما فاز بأصوات تكساس من دون منافسة في 29 من الشهر الماضي. أكتب صباح الثلثاء قبل بدء التصويت في جولة جديدة من الانتخابات التمهيدية في خمس ولايات أهمها كاليفورنيا، وبما أن النتيجة محسومة سلفاً فانني أستطيع أن أتحدث عن رومني بصفته مرشح الحزب الجمهوري، ولا أحتاج أن أنتظر أي نتائج مع فارق الوقت بين لندن ونيويورك. لا يهمني من ميت رومني شيء سوى سياسته الخارجية، وتحديداً ذلك الجزء منها الخاص بالشرق الأوسط، وقد أشرت إليها في مقالات سابقة وأعود إليها بعد أن ضمن رومني ترشيح حزبه له. بكلمة واحدة، سياسة رومني الخارجية كارثة على العرب والمسلمين. هي سياسة يمينية متطرفة تريد أن تفرض على العالم امبراطورية، أو إمبريالية، أميركية كتلك التي حلم بها ديك تشيني ودونالد رمسفيلد، وانتهت بإفلاس الولاياتالمتحدة اقتصادياً، فهي لم تخرج من الأزمة المالية التي أطلقتها، وعسكرياً، فقد خسرت كل حروبها، وأخلاقياً، بعد أن زوّرت أسباب الحرب وتسببت في قتل مئات ألوف الأبرياء، غالبيتهم من المدنيين. هل يمكن أن يمارس رئيس أميركي سياسة أسوأ مما فعل جورج بوش الابن؟ يبدو السؤال مستحيلاً إلا أنني أزعم أن كلام ميت رومني يدينه مرة، ومستشاروه الذين سيصبحون أركان إدارته لو فاز يدينونه مرة ثانية، فحوالى 70 في المئة منهم عملوا في إدارة بوش التي أفلست اقتصادياً وعسكرياً وأخلاقياً كما شرحت في الفقرة السابقة. المقارنة بين رومني وغيره مخيفة، وأرجو من القارئ أن يثق بأنني أنقل عن المرشح نفسه، وعن مساعديه، وعن مادة منشورة في الميديا ودور البحث ولم ينفها أحد. رونالد ريغان الذي كان مرض ألزهايمر أصابه وهو في الرئاسة، تحالف مع مارغريت ثاتشر، والثنائي هذا أصبح جورج بوش الابن وتوني بلير في العقد الأول من هذا القرن. هل يُعرف مَنْ سيكون الطرف الثاني في الثنائي مع ميت رومني؟ على طريقة صدّق أو لا تصدق سيكون بنيامين نتانياهو، أي أن الرمز الجديد للمحافظين الجدد سيتحالف مع إرهابي مجرم حرب عنصري فاشستي، أي أن أميركا الرائدة في حقوق الإنسان ستتحالف مع إسرائيل التي سرقت حقوق الإنسان الفلسطيني، ولا يحق لها الوجود في أراضي الفلسطينيين أصلاً. ميت رومني زار إسرائيل وهو على اتصال دائم مع «بيبي» ويريد مثله شن حرب أميركية - إسرائيلية على إيران، بل أن رومني يؤيد المستوطنات والمستوطنين. وهكذا فالعلاقة الثنائية الجديدة ستكون أميركا - إسرائيل وليس أميركا - بريطانيا. هل يصدق القارئ أن اسم جون بولتون، وهذا يهودي أميركي ليكودي متطرف، من أحقر أجنحة المحافظين الجدد، مطروح ليكون وزير الخارجية في إدارة رومني إذا فاز هذا بالرئاسة؟ أقول عن نفسي أنني لن أزور أميركا إذا أصبح وزير خارجيتها متطرفاً من نوع جون بولتون. وهكذا فبين سياسات رومني الأخرى: - إطالة الحرب على أفغانستان إلى أن تُهزم طالبان، وهو ما عجزت عنه أميركا في 11 سنة ولا أعرف كيف ينتظر رومني أن يحققه. - روسيا العدو الجغرافي السياسي رقم واحد للولايات المتحدة. - إدارة رومني ستخوض حرباً تجارية مع الصين. - رومني يتهم باراك أوباما بأنه يريد أن يجعل الولاياتالمتحدة أوروبا أخرى، كأن هذه تهمة، والمقصود أن أوباما تنازل عن دورها في قيادة العالم. أخيراً، هناك في أميركا شيء اسمه «سوبر باكس»، أي لجان عمل سياسي كبرى، مثل بوليتيك وكروسرودز، وهذه اللجان تملك مئات ملايين الدولارات من يهود أميركيين ليكوديين يؤيدون حكومة نتانياهو والاحتلال، وكلها يريد ميت رومني فلا أزيد. [email protected]