قبل خمس دقائق من سريان تهدئة موقتة لمدة 72 ساعة اعتباراً من منتصف ليل الاحد - الاثنين في قطاع غزة، فاجأت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، اسرائيل بإطلاق رشقات من الصواريخ على مدينة تل ابيب. في الوقت نفسه، حذرت الأممالمتحدة من انهيار الوضع الصحي في القطاع، فيما شرعت بتوزيع معونات غذائية على «الغزيين». كما أعلنت وزارة التربية والتعليم أن القصف الاسرائيلي ألحق أضراراً ب 141 مدرسة حكومية. وحذر المنسق الإنساني لنشاطات الأممالمتحدة في القطاع جيمس راولي أمس من «خطر اندلاع مواجهات جديدة في حال عدم رفع الحصار». ونقلت عنه صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية قوله أمس إن «على الحكومة الإسرائيلية رفع الحصار عن غزة لتمكين سكانه من العيش والتبادل التجاري مع العالم كما كان عليه الوضع قبل 10 أعوام». وأعلنت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «اونروا» امس بدء توزيع طرود غذائية على «الغزيين بغض النظر عن أوضاعهم المعيشية أو شخصياتهم الاعتبارية أو كونهم من اللاجئين أو غير اللاجئين». وقالت إن «المساعدات ستقدم بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الأغذية العالمي». من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية من انهيار النظام الصحي بكل أقسامه في القطاع نتيجة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية واستمرار العدوان الإسرائيلي. وقال المدير الإقليمي للشرق المتوسط في المنظمة علاء علوان إن «النظام الصحي في القطاع ينذر بكارثة صحية قد تعطل عمل المؤسسات الصحية بكل أقسامها نتيجة شح الأدوية والمسلتزمات الطبية». وأضاف خلال مؤتمر صحافي امس في مستشفى الشفاء أن «الوضع الصحي في غزة صعب جداً، وهناك جرحى كثيرون لا بد من تحويلهم الى العلاج في مستشفيات الخارج لصعوبة وضعهم الصحي». وعبّر عن «قلق المنظمة الشديد من قصف المستشفيات والمراكز الصحية، وعدم توافر الأمن فيها نتيجة استهدافها أكثر من مرة من الاحتلال الإسرائيلي». بدوره، قال وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للشؤون الإدارية والمالية في غزة أنور البرعاوي إن «141 مدرسة حكومية لحقت بها أضررت نتيجة العدوان». واوضح في بيان أمس إن «22 مدرسة تضررت بشكل كامل ولا يمكن استخدامها خلال افتتاح العام الدراسي الجديد (بعد اسبوعين)، و119 تضررت بشكل جزئي، و25 مدرسة استخدمت كمراكز إيواء». وقال وكيل وزارة التعليم المساعد لشؤون التعليم العالي محمود الجعبري إن «ست مؤسسات تعليم عالي تضررت نتيجة العدوان، هي الجامعة الإسلامية والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وكلية مجتمع جامعة الأقصى، وكلية فلسطين التقنية، والكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا». ميدانياً، التزمت فصائل المقاومة الفلسطينية واسرائيل أمس التهدئة التي أعلنت عنها مصر وسرت عند منتصف ليل الاحد - الاثنين لمدة 72 ساعة. وبين التهدئتين، لم تطلق «كتائب القسام» أي صاروخ على اسرائيل، لكنها في اللحظة الاخيرة، استبقت بدء سريان التهدئة بخمس دقائق وأعلنت إطلاق تسعة صواريخ أحده على تل أبيب. وقالت إن القصف جاء «رداً على جرائم الاحتلال في حق المدنيين وقصف المساجد والمنازل». كما أعلنت وزارة الصحة أمس استشهاد الرضيعة ميداء محمد أصلان (شهر ونصف) متأثرة بجروح أصيبت بها في وقت سابق نتيجة قصف إسرائيلي على وسط قطاع غزة، ما رفع حصيلة العدوان الى 1940 شهيدا، و9886 جريحا. الى ذلك، أعلنت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية أمس أن قوات الاحتلال تواصل احتجاز 26 فلسطينياً اعتقلتهم خلال عدوانها البري على القطاع، والذي بدأ في الثامن عشر من الشهر الماضي. وقال مدير دائرة الإحصاء في الوزارة عبدالناصر فروانة في بيان إن الدائرة القانونية في الوزارة «تمكنت عبر محاميها من الحصول على قائمة بأسماء 26 معتقلاً من غزة وبياناتهم اعتقلوا خلال العدوان ومحتجزين في سجن عسقلان».