أعلن رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والإتحاد الافريقي في دارفور (يوناميد) محمد بن شمباس أن الوسيط الافريقي ثابو مبيكي سيصل إلى الخرطوم خلال أيام لمحاولة الحصول على ضمانات تمهيداً لمشاركة الحركات المسلحة في الحوار الذي دعا إليه الرئيس عمر البشير. وقال بن شمباس في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السودانية أمس، إنه اتفق مع أعضاء فريق الوساطة الافريقية ومبعوث الأممالمتحدة إلى السودان هايلي منغريوس، على «ضرورة عقد لقاء يضم ممثلي الحركات المسلحة والحكومة السودانية لاستقصاء سبل مخاطبة الوضع الأمني وردم هوة الخلافات بين المتنازعين بما يسرّع عملية السلام ومشاركة الفرقاء في الحوار». وأوضح بن شمباس أن الحوار الوطني يُعد فرصة لحل أزمة دارفور ويدعم السلام والديموقراطية في السودان، مجدداً دعوته متمردي دارفور إلى المشاركة في الحوار وطالب بتوفير ضمانات كافية لتشجيع مشاركتهم. وأكد أن مجلس الأمن كلّف لجنة للتحقيق حول مزاعم الناطقة السابقة باسم بعثة «يوناميد» عائشة البشري عن تقصير البعثة وإخفائها انتهاكات حصلت في دارفور. وأوكل لهذه اللجنة مراجعة الوضع وتقديم تقرير حوله، مؤكداً أنه سيساعدها عبر تقديم كل المعلومات المطلوبة. وأشار إلى أن لجنة التحقيق ستصل إلى السودان خلال الأسبوعين القادمين. ونفي صحة ما تناقلته وسائل إعلام عن انتشار فيروس «ايبولا» وسط أعضاء بعثة «يوناميد» المتحدرين من غرب افريقيا واعتبرها مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة، مؤكداً أن بعثته تفحص موظفيها لدى دخولهم إلى السودان في المطار وعند مغادرتهم حفاظاً على صحتهم وصحة السودانيين. في سياق آخر، تدهورت الحالة الصحية لرئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض إبراهيم الشيخ الذي يقبع في سجن النهود في ولاية غرب كردفان (غرب البلاد) منذ أكثر من شهرين ونقل على الأثر إلى مستشفى تابع للشرطة في الخرطوم. وأشار حزب المؤتمر السوداني في بيان أصدره أمس، إلى أن اعتقال زعيمه وسجنه لفترة تجاوزت الشهرين غير قانوني، موضحاً أن الأجهزة الامنية اختارت سجناً لا يوافق حتى قانون السجون السوداني، إذ يرجع تاريخ انشاؤها إلى عهد الاستعمار الانكليزي. وأضاف البيان أن صحة رئيس الحزب تدهورت في سجن النهود مرتين وكان يتلقى العلاج في مستشفى النهود رغم تواضعه من حيث التشخيص والكادر الطبي ما دفع الطبيب إلى أن يوصي بتحويله إلى الخرطوم لتلقي العلاج. واشتكى الحزب من أن الشرطة وجهاز الأمن أصرا على نقل الشيخ في سيارة غير مجهّزة، ما أثار قلقاً على صحته بسبب بُعد المسافة بين الخرطوم والنهود (700 كيلومتر). وحمّل الحزب السلطات المسؤولية. واعتُقل الشيخ في النهود في الثامن من حزيران (يونيو) الماضي، عقب ندوة انتقد فيها قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والاستخبارات واتهمها بارتكاب جرائم في إقليمي كردفان ودارفور. على صعيد آخر، أعلنت إدارة الطوارئ والعمل الإنساني في نشرتها اليومية عن السيول والفيضانات، أن 37 محافظة في 12 ولاية تضررت بدرجات متفاوتة إلا أن ولايات الخرطوم وكسلا ونهر النيل والنيل الأبيض وغرب دارفور كانت الأكثر تضرراً. وذكرت أكثر من 63 ألف أسرة باتت بلا مأوى، كما أدت الأمطار والسيول إلى انهيار 24429 منزل بصورة كاملة أو جزئية. كما سُجِل سقوط 46 قتيلاً وإصابة 209 آخرين نتيجة تهدم المنازل إضافة إلى الغرق والصعقات الكهربائية.