دمشق، لندن- «الحياة»، أ ف ب - اتهم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل النظام السوري ب«المماطلة والمناورة» حيال خطة الموفد الدولي - العربي إلى سورية كوفي أنان بهدف كسب الوقت معتبراً ان «الوضع خطر جداً». وفيما اكد الرئيس بشار الاسد، في خطاب القاه امام مجلس الشعب الجديد، انه «علينا أن نكافح الارهاب لكي يشفى الوطن، ولا تساهل بالتالي ولا مهادنة معه ولا مع من يدعمه»، اعتبرت المعارضة السورية ان الخطاب يعكس التمسك ب»الحل الدموي» للازمة السورية. وصعدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الضغوط على روسيا كي تشارك في الجهود الدولية من اجل انتقال سياسي في سورية، فيما اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاسد بالتصرف ب»استبداد». وقال وزير الخارجية السعودي، رداً على سؤال ل«الحياة» في مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في جدة أمس، ان «النظام (السوري) قبل كل مبادرة قُدِّمت، لكنه لم ينفذها. وهذه طريقة يستخدمها لكسب الوقت، لاعتقاده بأنها ستؤدي إلى إنهاء التذمر من طريق البطش والتقتيل». ولفت الى ان الأسد «لا يتعامل بأسلوب مختلف مع المبادرة الأخيرة لكوفي أنان، فهو يماطل ويناور، ولن يصل إلى اتفاق». وطالب أنان بتقديم تقرير «واضح ومحدد وشفاف يمثل الحقيقة كما هي». وقال أن ما يحدث في سورية «مأساة ونقطة سوداء في جبين البشرية، وعلى الأممالمتحدة اتخاذ قرارها عند وصول تقرير أنان إليها». ولفت الى أن التدخل تحت البند السابع يخص مجلس الأمن وليس الجامعة العربية. واضاف أن «المنطقة العازلة مسؤولية مجلس الأمن، إذا كان هناك إمكان لإقامتها، ليلجأ إليها المضطهدون والمطاردون، وهذا شيء نؤيده». وقال: «لكن الحل الحقيقي هو الدفاع عن الفرد السوري من قسوة العمل العسكري ضده، خصوصاً أنه هو المجرد من السلاح، بينما النظام يأتيه السلاح من حيثما يريد، فالوضع خطر جداً، ولكن أملنا أن عامل الزمن لا يترك الأمور كي تتدهور أكثر وأكثر». ووصف الأمين العام للأمم المتحدة الوضع في سورية بأنه «غير مستقر»، داعياً الهيئة الدولية إلى التوصل إلى حلول لإنهاء الأزمة هناك. وأكد أن مجلس الأمن ما زال يقوم بدور نشط في شأن سورية. وكان الرئيس الاسد اعتبر، في خطابه، ان ما تواجهه سورية هو «مشروع فتنة وتدمير للوطن أداتها الإرهاب». وشدد على»الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية»، قائلا:»نحن نواجه الآن حربا حقيقية من الخارج والتعامل مع حرب يختلف عن التعامل مع خلاف داخلي أو مع أطراف سورية». واكد ان «الأمن الوطني خط أحمر. ومهما كان الثمن غالياً فلا بد من أن نكون مستعدين لدفعه حفاظاً على وحدة النسيج والمجتمع السوري وعلى قوة سورية». واضاف «علينا أن نكافح الارهاب كي يشفى الوطن. ولا تساهل بالتالي ولا مهادنة معه ولا مع من يدعمه، ولا تسامح إلا مع من تخلى عنه. وسنستمر بالحزم في مواجهته بالتوازي مع فتح الباب لكل من يريد العودة عنه في حال لم تتلوث يداه بالدماء». وقال: «نحن مستعدون للحوار وأبوابنا مفتوحة له... باستثناء القوى التي تتعامل مع الخارج ومرتهنة له، والقوى التي طالبت بالتدخل الخارجي أو التي انغمست مباشرة بدعم الإرهاب». واعتبر الاسد «ما حصل في الحولة والقزاز والميدان ودير الزور وحلب وأماكن أخرى كثيرة في سورية مجازر بشعة وشنيعة ووحشية، حتى الوحوش لا تقوم بما رأيناه وخاصة في مجزرة الحولة». واعتبر عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» المعارض سمير نشار ان خطاب الاسد بمثابة «اعلان لاستمرار الحل الدموي ولقمع الثورة بأي ثمن». واضاف ان الاسد «يحاول اخماد الثورة بغض النظر عن تداعيات هذا القمع على المجتمع السوري»، معتبرا ان خطابه مشابه «لخطاب الانظمة الاستبدادية العربية الاخرى التي سقطت في المنطقة وهي تردد نظرية المؤامرة الخارجية ولا تعترف ان هناك ازمة داخلية وثورة وشعوباً تطالب بالحرية والديموقراطية». وابدى نشار قلقه من «اشارة الاسد دائماً الى التقسيم والفتنة الطائفية في ظل عمل نظامه باستمرار على الدفع في هذا الاتجاه».