أمر وزيرا الداخلية رحمن مالك والدفاع نرجس سيثي مدير قوة أمن مطار بنازير بوتو الدولي في إسلام أباد أمس بإجراء تحقيق عاجل، ورفع تقرير إليهما في غضون 24 ساعة، في شأن اعتداء أفراد القوة على الضابط السعودي العقيد سعيد الشهري، ما أدى إلى نقله لمستشفى في العاصمة الباكستانية. وقال سفير السعودية لدى باكستان عبدالعزيز الغدير ل«الحياة» أمس إنه تقدم بطلب كف أيدي الضباط المتورطين في الاعتداء إلى حين محاكمتهم، مؤكداً أن سفارة السعودية لا تقبل أن يتعرض أي سعودي لأي اعتداء مهما كانت ذريعته. ووصف الاعتداء على الشهري ب«الهمجي والوحشي»، وشدد على أن الضابط السعودي المعتدى عليه «في صحة جيدة». وذكرت صحيفة «دون» الباكستانية أمس أن وزيرة الدفاع نرجس سيثي استدعت مدير قوة أمن المطار إلى مكتبها (الخميس)، وطلبت منه رفع تقرير إليها في غضون 24 ساعة عن الحادثة. وأشارت إلى أن الاعتداء تم بعد تبادل تراشق لفظي حام بين الشهري وضباط أمن المطار. ونسبت إلى مصادر أمنية القول إن الشهري، الذي يحضر دورة تدريبية في جامعة الدفاع الوطني، جاء إلى المطار برفقة نجله وابن أخيه نحو الخامسة مساء للحاق بالطائرة السعودية التي كان مقرراً أن يغادروا على متنها إلى الرياض وتقلع الساعة السادسة والربع مساء. وأضافت «دون» – في عدد أمس (الجمعة)- أن ابن أخ الشهري اجتاز إجراءات التفتيش من دون عقبات، بيد أن نجله طلب منه العودة لمعاودة التفتيش، ما أثار حفيظة الشهري الذي استفسر ضباط الأمن عن سبب إعادة تفتيش ابنه. وبدأ نقاش حام بين الشهري وضابط الأمن إدريس أحمد، تحول إلى مشادة فمشاجرة. وتدخل ضابط أمن آخر يدعى عبدالرحمن ولحق بهما زملاؤهما عابد علي والمفتش ظفر إقبال ومحمد سليم ليقوموا مجتمعين بركل الشهري وضربه بمؤخرات مسدساتهم. وأكد السفير السعودي لدى باكستان عبدالعزيز الغدير أنه تقدم بطلب كف أيدي الضباط الباكستانيين الذين نفذوا الاعتداء على الضابط السعودي حتى تتم محاكمتهم. ولفت إلى أنه تم إرسال مذكرة بالحادثة إلى وزارة الخارجية الباكستانية. وأوضح الغدير – في اتصال أجرته معه «الحياة» – أن السفارة السعودية في باكستان لا تقبل أن يتعرض أي مواطن سعودي لأي اعتداء تحت أية ذريعة. ووصف السفير السعودي الاعتداء ب«العمل الهمجي والوحشي»، وقال إنه «جنائي». وأكد أن الشهري في «صحة جيدة وهو يتماثل للشفاء الآن». ونفى الضابط السعودي المعتدى عليه أن يكون سبب الاعتداء عليه رفضه الخضوع للتفتيش من أمن المطار. وقال في تصريحات لقنوات فضائية باكستانية إنه تم الاعتداء عليه في نقطة التفتيش الثالثة، ما يعني أنه خضع للتفتيش ثلاث مرات، الأمر الذي ينفي الزعم برفضه الخضوع للتفتيش. وطبقاً لمصادر موثوق بها فإن الضابط السعودي دخل برفقة اثنين من أبنائه إلى مطار إسلام أباد، لتوديع أحدهما الذي كان عائداً إلى الرياض، في حين وقف شقيقه الأصغر مروان (13 عاماً) بتوديعه في منطقة خاصة بدخول المسافرين، فحضر ضابط أمن باكستاني، وضربه بحجة أنه يقف في منطقة ممنوع دخولها إلا للمسافرين. وعند قيام الشهري بسؤال الضابط عن السبب الذي من أجله اعتدى على ابنه، وأنه طفل صغير لا يحق له الاعتداء عليه، ما كان من الضابط الباكستاني إلا أن ضرب الشهري نفسه في رأسه بمؤخرة السلاح الذي كان يحمله. فقام الضابط السعودي على الفور بالاتصال من هاتفه النقال بالسفير السعودي لإبلاغه بتعرضه للضرب في مطار إسلام أباد. عندئذ تدخل بعض أفراد قوة الأمن وسحبوا منه هاتفه النقال واعتدوا عليه مجدداً ومزقوا قميصه.