«الحياة»، أ ف ب، رويترز - شهدت مدن سورية أمس تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد تحت شعار «أطفال الحولة مشاعل النصر»، واندلعت اشتباكات في محافظة درعا (جنوب سورية) بين القوات النظامية ومجموعات منشقة، فيما قتلت القوات النظامية السورية 12 عاملاً سورياً في محافظة حمص بحسب ما أفاد ناشطون معارضون. وبث التلفزيون السوري الرسمي ممن المسجد الأموي الكبير في دمشق ومن مسجد في حلب وآخر في اللاذقية صلاة الغائب على أرواح «شهداء مجزرة الحولة» التي قتل فيها 108 أشخاص على الأقل بينهم 49 طفلاً و34 امرأة في قصف وإطلاق رصاص تبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عنها. وقال «المرصد السوري» أمس إن «اشتباكات دارت بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة المعارضة هاجمت أحد المراكز العسكرية بين بلدتي صيدا والغارية الغربية» في درعا. وقتل رجل اثر إصابته بإطلاق رصاص لدى خروجه من المسجد في بلدة الشيخ مسكين. كما سمعت أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة وخفيفة وأصوات انفجارات في مدينة دوما حيث احترق فجراً «مبنى في منطقة العب التي تعرضت للقصف في محاولة لاقتحامها من القوات النظامية»، بحسب المرصد. وفي مدينة البوكمال في محافظة دير الزور (شرق) قتل مواطن اثر إطلاق الرصاص عليه أمام منزله من القوات النظامية السورية صباح الجمعة، بحسب ما نقل «المرصد السوري» عن نشطاء في المدينة. في ريف دمشق، قال المرصد، إن «القوات النظامية اقتحمت مدينة داريا بآليات عسكرية ثقيلة وأطلقت قذائف على منطقة داريا الغربية التي يتمركز فيها مقاتلون من الكتائب المقاتلة المعارضة»، ما أدى إلى مقتل خمسة مواطنين. وأعلن ناشطون عن عملية «إعدام ميداني» في حق 12 عاملاً سورياً على حاجز في ريف القصير في محافظة حمص في وسط البلاد. وقال الناشط سليم قباني من لجان التنسيق المحلية السورية: «كان العمال في حافلة عندما أجبروا على التوقف على حاجز في ريف القصير». وأضاف: «إنه إعدام ميداني. قام عناصر الحاجز بتكبيل أيديهم وراء ظهورهم وقتلهم رمياً بالرصاص». ولفت قباني إلى أن «عمليات الإعدام الميداني تتكاثر في هذه المنطقة، لا سيما على الحاجز المذكور حيث تعرض كثيرون للتعذيب»، مشيراً إلى وجود عدد كبير من الجرحى أيضاً في المنطقة بسبب القصف، وإلى «نقص كبير في العلاجات الطبية والأدوية». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الرجال الاثني عشر يعملون في معمل للأسمدة في المنطقة، مطالباً المراقبين الدوليين المنتشرين في سورية بزيارة القصير والتحقيق في عملية القتل. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن قوات النظام تقصف منذ أيام مدينة القصير التي تعتبر معقلاً للمنشقين وتحاول قوات النظام اقتحامها. ووصف «المجلس الوطني السوري» المعارض في بيان ما حصل في القصير ب «المجزرة»، في إشارة إلى مقتل العمال والقصف الذي يطاول منذ أيام مدينة القصير. ورأى المجلس «انه لم يعد هناك أمام العالم ومؤسساته الدولية المسؤولة عن حماية الشعوب من الإبادة سوى التدخل العاجل لمنع هؤلاء السفاحين من استكمال مجازرهم والاستمرار في قتل الأبرياء». وجدد مطلبه إلى مجلس الأمن وجامعة الدول العربية بضرورة «الخروج بقرارات شجاعة تأخذ على يد النظام وتضع حداً لجرائمه وتوفر الحماية اللازمة للشعب السوري المنكوب». وأظهر مقطع فيديو عن مقتل العمال في القصير نشره ناشطون على موقع «يوتيوب» عدداً من الجثث ملقاة جنباً إلى جنب، والعديد منها مصاب في الرأس. وقال نجاتي طيارة الناشط البارز في المعارضة إن قوات الأسد تستهدف على نحو متزايد المدنيين في إطار استراتيجية لإسقاط البلاد في حرب أهلية. وأضاف طيارة من عمان: «نلاحظ الآن تزايد تلك المذابح في أي مكان يوجد فيه الشبيحة بقوة. الحرب الأهلية تصب في مصلحة النظام لأنها تسقط سورية في صراع يصعب على المجتمع الدولي التدخل». وخرجت أمس تظاهرات مناهضة للنظام في محافظات درعا ودمشق وريفها وحمص وحماة (وسط) وإدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) ودير الزور والحسكة والرقة (شمال شرق) واللاذقية (غرب) «على رغم الانتشار الأمني الكثيف»، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن القوات النظامية أطلقت النار لتفريق بعض هذه التظاهرات. إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «إرهابيين قتلا وأصيب ثالث في انفجار عبوة ناسفة كانوا يقومون بإعدادها في منزل في منطقة بساتين الرازي في دمشق». وزادت إن «انفجار العبوة الناسفة التي كان الإرهابيون يعدونها في الطابق الثاني من منزل مؤلف من طابقين أدى إلى مقتل الإرهابيين إبراهيم محمد خير صنوفة ومعتز بهاء الدين حروب وإصابة الإرهابي سعيد ناعسة ووقوع أضرار كبيرة في المنزل». وانتهت ظهر أمس الجمعة المهلة التي حددتها «القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل» للنظام السوري من أجل تنفيذ «وقف فوري لإطلاق النار وكافة أشكال العنف، وسحب كافة قواته ودباباته وآلياته من المدن والقرى والمناطق السكنية، ودخول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق والمدن المنكوبة، وإطلاق المعتقلين». ولم تحدد القيادة بعد الخطوات اللاحقة التي ستتخذها. وكان «المرصد السوري» أعلن مقتل أكثر من 2200 سوري، غالبيتهم من المدنيين، منذ 12 نيسان (أبريل) الماضي تاريخ الإعلان عن البدء بتطبيق وقف إطلاق النار في سورية بموجب مبادرة النقاط الست المدعومة من مجلس الأمن ما يرفع عدد القتلى منذ بدء الاضطرابات قبل 14 شهراً إلى أكثر من 13400، بحسب «المرصد» موضحاً أن بينهم 9435 مدنياً، و3205 عنصراً من القوات النظامية، و770 منشقاً. إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن المصلين في سورية أدوا بعد صلاة الجمعة أمس «صلاة الغائب على أرواح شهداء الحولة وكل شهداء الوطن، وعبر أئمة وخطباء المساجد في خطبهم عن إدانتهم واستنكارهم للأعمال الإرهابية والإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة، مؤكدين تمسك الشعب السوري بوحدته الوطنية وتصميمه على الصمود لإفشال المؤامرة التي تتعرض لها سورية». وبث التلفزيون السوري الرسمي من المسجد الأموي الكبير في دمشق ومن مسجد في حلب وآخر في اللاذقية صلاة الغائب على أرواح «شهداء مجزرة الحولة» ودعت «جبهة النصرة الإسلامية» المتشددة أنصارها في سورية إلى الانتقام لمذبحة الحولة. وكانت الجبهة قد أعلنت المسؤولية عن سلسلة تفجيرات في دمشق وحلب سقط خلالها عشرات القتلى.