عادت الممثلة اللبنانية ريتا حايك من لوس أنجليس حيث أمضت خمسة شهور تابعت فيها دراستها في التمثيل وشاركت في أكثر من ورشة عمل مع أبرز الأساتذة في أميركا. قبل وصولها إلى وطنها اتجهت نحو دبي لتشارك في مسلسل «04» الذي تعرضه محطة «ام بي سي4» من إخراج محمود كامل حيث تؤدّي دور عارضة أزياء لبنانية تتعرّف إلى شاب كويتي فتنشأ بينهما قصة حب. في هذا المسلسل اختبرت ريتا للمرة الأولى العمل تحت إدارة مخرج غير لبناني وتحمّست كثيراً للتجربة، «فالأسلوب الإخراجي الذي يعتمده محمود كامل جديد ولم نره من قبل في الأعمال العربية». بعد دبي اتجهت حايك نحو بيروت فصوّرت فور وصولها حلقة من سلسلة «الحياة دراما» عن الميسر مع يوسف الخال من إخراج أسد فولادكار، فكانت هذه الحلقة بالنسبة إليها بمثابة نَفَسٍ عميق تتنشقه في الدراما اللبنانية التي اشتاقت إليها. تشارك ريتا في مسلسل «ديو الغرام» من ثلاثين حلقة من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج السوري سيف الدين سباعي الذي كان أحد المشتركين في الموسم الأخير من «ديو المشاهير». العمل تحت إدارة سباعي تصفه ريتا بالمميز جداً وقد لفتتها الدقة والاحتراف في الجو العام، «فأنا أعرف مسبقاً أيام تصويري وأعرف أي ساعة بالضبط ينتهي التصوير، والأهم أنّ الجميع يلتزم بهذه المواعيد». تعتبر ريتا أنّ أهمية سفرها إلى لوس أنجليس تكمن أولاً في المسافة التي اتّخذتها بعيداً من روتين حياتها اليومية، ما سمح لها برؤية الأمور من زاوية مختلفة، وهي باتت اليوم تنظر إلى أدائها من منظار جديد وتنظر إلى الدراما العربية عموماً واللبنانية خصوصاً نظرة أوسع. «بالتأكيد تنبّهت من الوقوع في فخ المقارنة بين الأعمال الأجنبية في هوليوود وبين أعمالنا العربية لأنّ المقارنة لا تجوز بين حضارتين مختلفتين تماماً أو بين جهتين لا تملكان الخبرات نفسها»، تجيب ريتا حين نطلب منها أن تصف الفارق بين ما رأته في لوس أنجليس وما اختبرته أثناء تصوير أعمالها الجديدة، «لكننّي أستطيع أن أؤكّد أنّ مستوى الدراما العربية بات متقدّماً جداً». وماذا عن مستوى الدراما اللبنانية؟ تفصح ريتا أنّها تفاجأت بالتغيّرات الكثيرة التي ظهرت في شكلٍ متسارع في الشهور الأخيرة، أي أثناء غيابها عن لبنان، ف «مستوى الدراما عندنا في تقدّم مستمر ولا يحتاج المرء إلاّ إلى الابتعاد مسافة صغيرة وامتلاك نظرة إيجابية كي يلاحظ ما أقول». ارضاء الجمهور ما الملاحظات المفيدة التي يمكن توجيهها إلى الدراما اللبنانية كي تتطوّر أكثر؟ «لا أشعر بالرغبة في توجيه الملاحظات بمقدار ما أشعر بضرورة التركيز على الأمور الإيجابية مثل التعاون بين المواهب والخبرات في العالم العربي». وحين نقول لها إنّ بعضهم يعتبر أنّ التعاون الذي تتحدّث عنه يُعتبر أمام الكاميرا خلطةً مفتعلة لإرضاء الجمهور العربي، ويُعتبر خلف الكاميرا اتّهاماً لمواهب اللبنانيين في الإخراج أو الإضاءة أو بقية المهام، تتفاجأ وتجيب بانفعال: «مشكلتنا الأساسية هي أنّنا نخلط في تسمية الأمور وفي تفسير المواقف وذلك سببه النظرة السلبية التي ترى النصف الفارغ من الكوب! لا بأس في أن تتعاون المواهب العربية بين بعضها فذلك يشكّل مصدر غنى للجميع ويفيد الجميع، ألا يكفينا انقساماً في السياسة وفي الطوائف؟ هل يجب أن يصل الأمر إلى التعاون الفني أيضاً؟». هل تعتبر ريتا أنّها على صعيد التمثيل انتقلت إلى مرحلة جديدة تقسم تجربتها المهنية إلى «ما قبل» و«ما بعد»؟ ترد بالإيجاب شارحةً أنّها تشعر باختلاف نظرتها إلى كثير من التفاصيل وتلمس اختلافاً في أدائها، «فأنا كنت أجمع خلال الشهور الأخيرة خبرات وتجارب متعددة لأخزّنها في جعبة التمثيل والآن أشعر أنّه حان الوقت لأستثمر ما اكتسبته، لذلك لا يمكنني أنّ أقبل بدورٍ عادي أو بلعب شخصية سطحية يمكن أي شخص أن يؤدّيها». هل نفهم أنّها تستطيع أن تلعب أدواراً لا يمكن أن يجسّدها أي شخص؟ «لا أريد أن أبدو مدّعية ولا أرغب في أن يعتقد الناس أنني أتحدّث بفوقية أو بتكبّر، ولكن لا يخفى على أحد أن الأداء ينتج من خبرات الممثل الخاصّة، فكلّما اختبر تجارب أكثر بات في إمكانه أن يؤدّي أدواره في شكلٍ أفضل». وتشير الى أنّها اتخذت قراراً بأن تأخذ استراحةٍ في كل مرة تشعر أن جعبة أدائها بدأت تفرغ لتسافر وتجمع في ذاكرتها لحظاتٍ جديدة تستفيد منها في التمثيل.