منذ بدأت نجمة «سوبر ستار» بريجيت ياغي مسيرتها في عالم الفن مرّت بلحظات متناقضة لناحية الشهرة والإطلالات الدائمة على الجمهور. فبعد شهرة في عالم الغناء ثمّ غياب عن الساحة الفنية، فمشاركة في فيلم «بحر النجوم» ومسلسل «شيء من القوة» ثمّ انقطاع عن التمثيل والجمهور، تعود ياغي اليوم إلى مجال التمثيل، المجال الذي تخصصت به في الجامعة، لتطل في مسلسل «من كل قلبي» الذي كتبه طارق سويد وأخرجه جو فاضل وانتجته شركة «فيا ميديا». تجد بريجيب أنّ دور «يمنى» الذي تؤدّيه في المسلسل يشبهها كثيراً في أكثر من ناحية، مثل كونها تتعاطف مع كل شخصٍ يعاني مشكلة ما وكونها ترفض استغلال طيبة قلبها. كيف شاهدت الحلقات الأولى التي عُرضت حتّى الآن؟ تجيب أنّها وجدت أنّ المسلسل في شكلٍ عام جيّد، «من دون أن يعني ذلك أنّ لا شيء يمكن تحسينه أو تعديله، بدءاً بأدائي». حين نسألها عمّا يمكن تحسينه في أدائها تقول إنّ هناك الكثير من التفاصيل غير النافرة التي لا يمكن المُشاهد ملاحظتها، «فحين كنت أقول مثلاً أثناء المشاهدة إنّ هذه الحركة لم تكن في مكانها، كان أهلي والأشخاص الذين يشاهدون الحلقة معي يتفاجأون بردّ فعلي من دون أن يفهموا عن أي حركة أتحدّث». وتعتبر بريجيت أنّ التركيز على أصغر التفاصيل، حتّى لو لم تكن نافرة، ينطلق من الرغبة في التقدّم والتطوّر. غياب بريجيت ياغي عن الشاشة ممثلةً هل كان سببه التركيز على مجال الغناء باعتبار أنّ التمثيل في لبنان يسبّب الخسارة ماديّاً مقارنة بالغناء، أم أنّها لم تكن مقتنعة بالأعمال التمثيلية التي عرضت عليها؟ «كنت غائبة عن التمثيل لأنّني كنت منشغلة بتحضير ألبومي الغنائي الجديد الذي لم يُبصِر النور بعد بسبب عراقيل كثيرة، ولأنّني لم أقتنع بأي عملٍ عُرِض عليّ»، تقول. ماديات ترى بريجيت أنّ مَن يفكّر من الناحية المادية فقط يكتشف بسهولة أنّ مجال الغناء هو أكثر ربحاً بكثير من مجال التمثيل، وتؤكّد أنّها تدرك هذا الأمر جيداً لكنّها لا تتوقّف عنده، أولاً لأنّها تخصصت في التمثيل وتحبّه، ثانياً لأنّ الظهور على الشاشة ممثلةً في مسلسل جيّد يمكن أن يخدمها مغنيةً، بخاصّة بعد غياب عن الجمهور. وتلفت بريجيت إلى أنّ ما دفعها للمشاركة في مسلسل «من كل قلبي»، بالإضافة إلى النص الجيّد، هو أنّه حافل بمواهب شابّة وبروحٍ شابّة قادرة على أن تضيف جديداً إلى مجال الدراما، تمثيلاً وإخراجاً. وتشير إلى أنّ تولّي جو فاضل مجال الإخراج شجّعها أكثر بما أنّه زميل الدراسة وتعرف جيداً قدراته ومواهبه. «يمكن بعضهم أن يتردد قبل المشاركة في عملٍ فيه الكثير من المواهب الجديدة معتبراً أنّ الخبرة هي الأساس وأنّ الذين يقدّمون أعمالهم الأولى يمكنهم الوقوع في أخطاء كثيرة، أمّا أنا فأنظر إلى الأمر من زاوية مختلفة وأعرف أنّ الذي يقدّم عمله الأول يتعاطى مع الأمر بكل جدية واحتراف ليستطيع أن يثبت نفسه أمام الجميع». هل يمكن أن نستنتج أنّها غير مقتنعة تماماً بالعاملين في مجال الدراما اللبنانية، لذلك تحمّست كثيراً للمواهب الجديدة؟ «لم أقصد هذا، فوجود كفاءة عالية في الدراما لا تعني عدم الحاجة إلى كفاءات جديدة» تجيب ياغي، ثمّ تضيف: «لكن ذلك لا يؤكّد أيضاً أنّ كل ما نراه في الدراما جيّد ومستواه عالٍ، فهناك أعمال لا يجوز أن تظهر على الشاشة، وعيب التفكير بعرضها حتّى، لأنّها قادرة على هدم كل التقدّم الذي أحرزته الدراما اللبنانية أخيراً». وعن رأيها في الخطوات التي يمكن اتباعها من أجل تحسين الدراما، بصفتها مشاهدة عادية وبصفتها خرّيجة معهد الفنون في مجال التمثيل والإخراج، تأخذ نفساً عميقاً قبل أن تقول: «التحسين يجب أن يبدأ من أصغر التفاصيل وصولاً إلى أكبرها، فلا يمكن أن نترك ثغرةً واحدة في عملٍ ما لأنّ هذه الثغرة هي أكثر ما سيلاحظه الجمهور». لوح خشبي وتشرح بريجيت أنّ الكومبارس مثلاً يجب أن يكون واعياً ما الذي يفعله بدل أن يكون جالساً أو واقفاً «مثل لوحٍ خشبي»! وتتساءل بنبرةٍ لا تخلو من القسوة: هل يمكن بعد السماح أن نشاهد في مسلسلاتنا فتاةً تنام بماكياجٍ كاملٍ كأنّها ذاهبة إلى عرس؟ «أدرك تماماً أنّه لا بد من ماكياج خفيف على الوجه من أجل الكاميرا والإضاءة، ولكن لماذا الماكياج على العيون والرموش والشفاه؟!» وترفض بريجيت ياغي أن تتابع إعطاء ملاحظاتها خوفاً من اعتبارها «متفلسفة»، وتكتفي باقتراح واحد يلخّص كل ما تريد قوله: «أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب».