تشارك الفنانة اللبنانية ألين لحّود في بطولة مسلسل «أوبرج» الذي يُعرَض على شاشة «أم تي في» من كتابة هيام أبو شديد وإخراج أسد فولادكار وإنتاج «مروى غروب»، وتلعب دور «إيناس» الفتاة الأرستقراطية التي خسرت عائلتُها أموالَها، لكنّها استمرّت في العيش على أمجاد الماضي. ألين سمعت وتسمع الكثير من الأصداء الإيجابية حول أدائها وتعرب عن سعادتها لأنّ الجمهور يتفاعل في شكلٍ جيّد مع دورها ومع المسلسل. «ليس من السهل أن يلعب الممثل دوراً كوميدياً ويصل إلى الجمهور بنجاح، لذلك أنا سعيدة جداً بالنتيجة». وعلى رغم أنّ فريق «أوبرج» مازال يتابع تصوير المسلسل أثناء عرضه، بالتالي هناك فرصة لتحسين هفوات ممكنة، فإنّ ألين لم تجد ما يستوجب التغيير، وتقول: «رسمت الشخصية في رأسي قبل بداية التصوير، ومازالت هذه الصورة واضحة تماماً عندي، فأنا أعرف إلى أين ستصل الشخصية وأتّجه مباشرة نحو الهدف، وما يطمئنني هو أنّ المخرج أسد فولادكار ينتبه إلى أدق التفاصيل، لذلك أنا أثق بأنّه لن يسمح بأن يمرّ مشهد ما في غير مكانه». وفي الوقت الذي تحضّر فيه ألين لحود للعب بطولة مسرحية «على أرض الغجر» مع مروان وغدي الرحباني، تشارك في لجنة تحكيم برنامج talent teen عبر «او تي في»، وتصوّر مسلسل «الرؤية الثالثة» من كتابة طوني شمعون وإخراج نبيل لبّس، حيث تلعب شخصية مركّبة لفتاة خسرت أهلها في حادث سيارة فيبدأ مَن حولها باستغلالها من أجل السيطرة على أموالها. «الدور صعب جداً ويتطلّب أداء تمثيلياً دقيقاً لكثرة التقلّبات النفسية التي تمرّ بها الشخصية»، تقول. تعدّد المواهب ألين لحّود التي درست الإخراج السينمائي في الجامعة لم تخض بعد هذا المجال، فهل تعتقد بأنّ تعدد المواهب بين الغناء والتمثيل والكتابة والإخراج يجعل المرء عاجزاً عن تحديد هوية واضحة لحياته المهنية؟ «لا ليس بالضرورة، فأنا مثلاً لست ضائعة في ما أريد أن أكون، بل أدرك تماماً ما أريده وأعمل على هذا الأساس». وتشرح ألين أنّها تعتبر أنّ حياة الفنانة أمام الكاميرا قصيرة، أكان في الغناء أو في التمثيل، لذلك رتّبت مواهبها بحسب سلّم أولويات. «أنا حالياً ممثلة ومغنّية، وحين أصل إلى مرحلة لا أعود أشعر بالطاقة نفسها لأكون أمام الكاميرا، عندها أكون قد جمعت ثقافة وخبرة أكبر تخوّلانني من أن أعمل خلف الكاميرا بمستوى ممتاز». تلفتنا الواقعية التي تنظر بها ألين إلى الأمور، فنسألها: أليست خطيرةً فكرة أنّ الفنانة يكون عمرها قصيراً أمام الكاميرا؟ تجيب أنّها ترى أنّ هذا المنطق هو السائد حالياً في مجتمعنا، وهذا الأمر يُحزِنها جداً لأنّ الطاقات التمثيلية الكبيرة تُنسى أو توضع في الزاوية لمجرّد أن صاحبتها تقدّمت في السن! «هذه العقدة غير موجودة في المجتمعات الغربية، بل على العكس، كل عمر يأخذ حقّه»، تقول ألين قبل أن تعلن: «بعض الممثلات يحاولن اللجوء إلى عمليات التجميل كي يبقين فترة أطول على الشاشة، ولكن لنكن منطقيين، إلى أي مدى يمكن تلك العمليات أن تخدم وتؤجّل المحتوم؟ علينا أن نتقبّل أن الإنسان يتقدّم بالعمر ونستفيد من كل مرحلة من عمره ومن الخبرة الطويلة التي يكون قد جمعها، وفي المقابل على المرأة تحديداً أن تعرف حدود طاقاتها مع تقدّمها في السن وأن تعرف اللحظة المناسبة للانسحاب من أمام الكاميرا كي تترك في أذهان الجمهور أفضل صورة لها». خلف الكاميرا كيف تنظر ألين لحود إلى الحركة الدرامية اللبنانية، هي التي تستطيع أن تفهم حقيقة ما يجري خلف الكاميرا وأمام العدسة؟ «برأيي، إنّ الدراما في تحسّن مستمر، وبتنا نشاهد أكثر فأكثر أعمالاً جيدة مع مخرجين وكتّاب وممثلين جيدين، لكن الثغرة تكمن في أنّ حركتنا لا تزال تُعتبر خجولة نسبةً إلى المجتمعات العربية الأخرى، وهذا ما يجب أن يدفعنا إلى أن نعطي أكثر ونجتهد أكثر كي نصل إلى مستوى يرضينا جميعنا، جمهوراً وممثلين وكتّاباً ومخرجين ومنتجين...». إلى أي درجة يمكن أن نحصر المشكلة في ضآلة الإنتاج؟ ألا يلعب المستوى السيّء في بعض الأعمال دوراً سلبياً يؤدّي إلى إعادة زعزعة الثقة بالدراما اللبنانية، بخاصّة أن الأعمال السيئة تعلق أكثر في الأذهان؟ «مشكلة اللبناني هي أنه لا يعجبه العجب، فإذا قدّم أحدٌ عملاً ينتقدونه بشدة، وإذا لم يقدّم يقولون إنه لا يعمل، لذلك علينا أولاً أن نتخلى عن تلك الذهنية وأن نشجّع مَن يقوم بمجهود كي يقدّم عملاً درامياً، بدلاً من أن نقف بعيداً لننتقد بشدة». وحين نشير إلى أن عدداً كبيراً من اللبنانيين يفصحون أن المسلسلات اللبنانية لا تهمّهم ويفضلون مشاهدة المسلسلات التركية، تقول بحدّة: «هذا غير صحيح، والدليل أن الذين ينتقدون مسلسلاً ما قائلين إنهم لا يشاهدونه تراهم يروون لك بالتفصيل ما حصل في كل حلقة! إذاً كيف يعرفون كل تلك التفاصيل إن كانوا لا يشاهدون؟» ألين قدّمت أكثر من عمل تمثيلي، فهل ندمت على عمل شاركت به أو على عمل رفضته؟ «أبداً» تقول بثقة، «فأنا أؤمن بأن الخيارات التي يتخذها المرء هي التي تساهم في صنع خبراته وفي صقل شخصيته وفي نضوجه، فأنا لما كنت استطعت اليوم أن أنظر بدقة إلى خياراتي لو لم أمرّ بكل تجاربي السابقة».