يعود ميدان التحرير إلى الواجهة مجدداً عندما يتظاهر اليوم نشطاء للضغط باتجاه تنفيذ قانون العزل السياسي في حق الفريق أحمد شفيق الذي يخوض جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة المقرر أن تنطلق الأحد المقبل باقتراع المصريين في الخارج. وفي حين أعلنت قوى إسلامية المشاركة «الرمزية» في التظاهرات، احتدم الصراع الانتخابي، وبدا أن الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح الذي خرج من السباق الرئاسي بعدما حلَّ رابعاً في نتائج الجولة الأولى، يتجه إلى إعلان دعمه مرشح «الإخوان المسلمين» الدكتور محمد مرسي في جولة الإعادة، في مواجهة آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الفريق أحمد شفيق. وأعلنت جماعة «الإخوان المسلمين» و «الجماعة الإسلامية» إضافة إلى قوى ثورية، في مقدمها حركة شباب «6 أبريل» المشاركة في تظاهرات مليونية اليوم (الجمعة) للضغط باتجاه تنفيذ العزل السياسي في حق أحمد شفيق. وستكون المليونية اختباراً لمدى «التناغم» الحاصل بين جماعة «الإخوان» التي تسعى إلى حشد توافق عام خلف مرشحها، وبين القوى الثورية بعدما شاب التوتر علاقة الطرفين. وكان عدد من القوى الثورية أعلن تنظيم تظاهرات ومسيرات حاشدة للمطالبة باستبعاد شفيق من جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة. واستنكر الداعون أن يكون رئيس مصر المقبل بعد الثورة من «الفلول»، في الوقت الذي تم فيه إقرار قانون لعزلهم سياسياً ومنعهم من التصويت والترشح بالانتخابات. وقال الداعون إلى المسيرات على حائط دعوتهم على «فايسبوك»: «طب تبقى إيه فايدة القضاء والأحكام الدستورية، لما يخالفها النظام علناً من أجل مرشح حكمَ القانون بعزله عن ممارسة حقوقة السياسية لضلوعه لمدة طويلة في المشاركة بكل جرائم النظام السابق... ييجى النهاردة النظام الذي يحكم الفترة الانتقالية وينصّبه مرشحاً للرئاسة دون النظر للأحكام القضائية، اللي منعته من الترشح». ومن بين القوى المشاركة في فعاليات مليونية الجمعة: ائتلاف شباب الثورة، الجبهة القومية للعدالة والديموقراطية، حركة شباب من أجل العدالة والحرية، حركة شباب 6 أبريل، حركة 6 ابريل-الجبهة الديموقراطية، حركة حقنا، تحالف القوى الثورية، الجبهة الحرة للتغيير السلمي، حركة ثورة الغضب المصرية الثانية، الاشتراكيون الثوريون، المصري الحر، ائتلاف ثورة اللوتس، اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة، وشباب حركة كفاية. في غضون ذلك، بدا أن الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح الذي خرج من السباق الرئاسي في طريقة لإعلان دعمه لمرشح الإخوان محمد مرسي، بعد لقاء جمع الطرفين مساء أول من أمس، خرج بعده مرسي ليشيد باللقاء ويؤكد أنه خطوة نحو التوافق. وطالب أبو الفتوح في بيان وجَّهه إلى الشعب أمس مرسي بالاستجابة إلى أربعة مطالب اعتبرها تمثّل محور اصطفاف وطني، مشيراً إلى ضرورة إعلان الاستقلال التام للرئيس عن أي انتماءات، والإعلان عن حكومة ائتلافية برئاسة شخصية وطنية، وتشكيل تأسيسية الدستور بما يعكس صورة وحدة الوطن، والإعلان عن نائبين للرئيس بصلاحيات محددة، ونبَّه أبو الفتوح إلى أن مصر «تمر الآن بوقت دقيق وعصيب يتمثل في مخطط واضح لسرقة المستقبل الذي بشَّرت به الثورة على أيدي شبابها وشهدائها الأبرار، الذي استشعرت معه الأمة المصرية بأمل عريض في ذلك المستقبل الذي يحمل الحرية والعدل والكرامة». ولفت إلى أنه أكد لمرسي خلال اللقاء أول من أمس على أن الضرورة الوطنية «تحتم علينا أن تكون الخطوة المقبلة تفتح أفق المستقبل السياسي للبلاد على صورة يطمئن إليها الشعب كله بجميع أبنائه إلى أن الثورة ماضية في تحقيق أهدافها، وأن كل القوى الوطنية مسؤولة ومشاركة في تحقيق هذه الأهداف». والتقى مرسي أمس عدداً من رموز الفن والإعلام والشخصيات العامة للتواصل معهم حول المستجدات الحالية وعرض وجهة نظره للمرحلة المقبلة. ووجهت حملة الدكتور مرسي الدعوة إلى مجموعة من الفنانين، منهم: محمد صبحي وعبدالعزيز مخيون وحنان ترك وصابرين وتيسير فهمي وعبدالرحمن أبوزهرة، ومن الإعلاميين، محمد سعد وعمرو الليثي وبلال فضل وممدوح الولي، ومن الشخصيات العامة عمار علي حسن وعمرو الشوبكي وعبدالرحمن يوسف وضياء رشوان. في غضون ذلك، أعلن عمرو رشدي الناطق باسم وزارة الخارجية أن الوزارة أنهت استعداداتها لإجراء انتخابات الإعادة في الانتخابات الرئاسية في الخارج، والتي تبدأ الأحد وتستمر أسبوعاً.