أعلنت المعارضة في جنوب السودان أمس، أن طائرات عسكرية أوغندية، قصفت عدداً من المناطق في ولاية أعالي النيل، فيما دارت مواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين قرب حقول النفط في المنطقة. يأتي ذلك في وقت وصل زعيم المتمردين رياك مشار إلى الخرطوم للقاء البشير ومسؤولين آخرين لمناقشة فرص تحقيق السلام في جنوب السودان. وأشارت الخرطوم إلى أن «الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا» (إيغاد) التي ترعى مفاوضات جنوب السودان، رتبت زيارة مشار للسودان لتسريع عملية السلام ووقف الصراع المسلح. وقال الفريق جيمس قاي القيادي في فريق المعارضة بزعامة رياك مشار، إن 12 سودانياً قتلوا في اشتباكات ضارية قرب مناطق النفط، فيما اقترب القتال من محيط مخيمات اللاجئين الفارين من الحرب في ولاية النيل الأزرق السودانية المتاخمة للحدود مع جنوب السودان وإثيوبيا. في الوقت ذاته، تحدث اللواء قارويج قاركوث، قائد القوات التابعة لمشار في أعالي النيل، عن قصف مدفعي استهدف معسكرين في منطقة دورو يؤويان نازحين من أبناء قبيلة النوير الجنوبية التي ينحدر منها مشار. وأعلنت منظمة حقوقية إن المعارك في ولاية أعالي النيل بين جيش جنوب السودان والمتمردين، تسببت في موجة فرار للاجئين إلى داخل الأراضي السودانية. وأكد «مركز النيل الأزرق لحقوق الإنسان والسلام» أن موجة العنف التي تورطت فيها 5 تنظيمات عسكرية في محافظة المابان في ولاية أعالي النيل حيث يقيم حوالى 130 ألف لاجئي سوداني في أربع مخيمات، تعرض حياة اللاجئين السودانيين واستمرارية عمل المنظمات. وأشار المركز في بيان، إلى معلومات تؤكد مقتل ما يزيد على 12 مدنياً من مواطنيّ المابان ومن اللاجئين، في مخيمات دورو ويوسف باتل وكايا وجندراسا، إلى جانب 7 عاملين في المنظمات الإنسانية العالمية، وعشرات القتلى من العسكريين ممن شوهدت جثثهم بالمنطقة. ولفت المركز إلى أن عشرات الآلاف من اللاجئين فروا من المخيمات وعادوا مرة أخرى إلى مناطق النزوح في النيل الأزرق، على رغم تعرضها لقصف جوي، في وقت لجأ الآلاف من المواطنين الجنوبيين إلى مخيمات اللاجئين السودانيين، ليتضاعف عدد قاطني مخيم دورو على الحدود مع ولاية النيل الأزرق من 48 ألف لاجئ إلى حوالى 100 ألف شخص في غضون أربع أيام فقط.