علمت «الحياة» أن المفاوضات غير المباشرة الجارية في القاهرة شهدت أمس انفراجاً عزز فرص التوصل إلى اتفاق دائم للتهدئة في قطاع غزة، وأن مصر توصلت إلى اتفاق مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لوقف النار لمدة 72 ساعة يعود خلالها الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات. وصرح رئيس المكتب السياسي في «حماس» خالد مشعل في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» في الدوحة امس ان الهدنة الجديدة «هي احدى الوسائل او التكتيكات سواء لغرض توفير مجال مناسب لانجاح المفاوضات او من اجل تسهيل ادخال المساعدات الاغاثية الي قطاع غزة». واضاف ان «الهدف الذي نصر عليه هو تلبية المطالب الفلسطينية وان يعيش قطاع غزة بدون حصار. هذا امر لا تراجع عنه». وكشف عضو في الوفد الفلسطيني ل «الحياة» عن اقتراحات مصرية للتوصل إلى اتفاق تهدئة دائم يقوم على معادلة: «الجميع غير خاسر». وأوضح: «معروف أن إسرائيل لن تقبل اتفاقاً تظهر فيه غزة منتصرة، ومعروف أيضاً أن المقاومة لن تقبل اتفاقاً يظهر إسرائيل منتصرة، لذلك يجري البحث عن اتفاق لا خاسر فيه». وقال إن الجانب الفلسطيني مهتم جداً باتفاق يحقق ثلاثة أهداف هي: وقف نزيف الدم في غزة، وإغاثة أهلها وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وفتح المعابر لأهل القطاع. وأوضح أعضاء في الوفد أن مصر بدأت أخيراً بتسهيل حركة سكان غزة عبر معبر رفح الحدودي مع القطاع، وأن هناك إشارات مصرية إيجابية لجهة فتح المعبر تحت إدارة السلطة الفلسطينية في المرحلة المقبلة، وفق قيود تراها مصر مهمة لأمنها القومي. وشكّل الوفد الفلسطيني من بين أعضائه لجنة لتقديم خطة عمل معبر رفح بعد الحرب تُقدم الى مصر في حال التوصل الى اتفاق تهدئة دائم. وعقد الوفد الفلسطيني أمس اجتماعاً خاصاً بعد الموافقة على تمديد وقف النار بحث فيه مستقبل الشراكة السياسية. وقال عضو في الوفد ل «الحياة» إن الاجتماع بحث في ثلاثة بنود هي: تفعيل عمل حكومة الوفاق الوطني، وعقد اجتماع للإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير وتفعيله والحدود والمعابر في غزة. وأضاف أن الأطراف المختلفة تبدي تفهماً أكبر للشراكة السياسية في هذه المرحلة وبعد الحرب التدميرية التي تعرض لها القطاع. ومن المتوقع أن يعود الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة في الساعات المقبلة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة التي تجري عبر الوسيط المصري.