طهران، تل أبيب، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – جددت إيران أمس، رفضها وقف تخصيب اليورانيوم، وحضت الدول الست المعنية بملفها النووي، على «التنسيق في ما بينها» لتبني «موقف واضح» قبل مشاركتها في المحادثات المقررة في موسكو الشهر المقبل، فيما اتهمت إسرائيل دولاً غربية بإطالة الحوار مع طهران. وقال علي أكبر ولايتي، مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في الشؤون الدولية: «إيران شاركت في محادثات بغداد، بخطة واضحة، لكن الدول الست لم تكن لديها خطة واضحة للتوصل إلى نتائج إيجابية ملموسة». وحض الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) على «التشاور والتنسيق في ما بينها، للاتفاق على موقف واضح قبل حضور محادثات موسكو، لتتمخض عن نتائج ملموسة للطرفين». وأضاف: «لا نية للنظام لوقف التخصيب». أما الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست فنفى إعلانه استعداد بلاده لتجميد التخصيب بنسبة 20 في المئة، قائلاً: «التصريحات المنسوبة إليّ ليست دقيقة، وعلى وسائل الإعلام الانتباه، لأن أخطاءها يمكن أن تسبّب سوء فهم». وأضاف: «نشاطاتنا النووية تتمّ في إطار حقوقنا، وأكدنا دوماً ضرورة الاعتراف بحقنا في امتلاك دورة الوقود النووي، وأننا لن نتخلى عنه». وشدد على أن «أسلوب الضغط (بفرض عقوبات على بلاده)، تزامناً مع المفاوضات، لن يجدي. وعلى الدول (الغربية) عدم الدخول في مفاوضات، بمثل هذه الأوهام والتفسيرات الخاطئة، ما سيمنعهم من التوصل إلى اتفاق سريع وبنّاء». يعلون في المقابل، اعتبر موشيه يعلون، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن محادثات بغداد بين إيران والدول الست «لم تحقّق شيئاً ملموساً، سوى منح الإيرانيين ثلاثة أسابيع أخرى، لمواصلة مشروعهم النووي حتى اجتماع موسكو». وقال: «للأسف لا أرى شعوراً بمدى إلحاح المسألة، بل ربما هذا في مصلحة بعض اللاعبين في الغرب، لإطالة أمد الوقت، وهذا ما سيصّب في مصلحة إيران». وفي موسكو، أعلن نيكولاي سباسكي، نائب رئيس شركة «روساتوم» الرسمية الروسية للطاقة النووية، أن بلاده وإيران تجريان «محادثات أولية» في شأن بناء مفاعل نووي جديد، إلى جانب محطة «بوشهر» التي ساعدت في بنائها موسكو. وقال: «ذلك مسموح، بموجب العقوبات المفروضة من مجلس الأمن» على إيران. في غضون ذلك، أعلن قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري نجاح بلاده في إصلاح إحدى ثلاث غواصات من طراز «كيلو» اشترتها طهران من موسكو عام 1992. وقال: «البلد المصنّع (روسيا) لم يزوّدنا تصاميم الأجزاء الحساسة للغواصة، وأصر على تصليحها (على أراضيه)، ولكننا تمكّنا من تصليحها بأنفسنا، وبتنا نمتلك كلّ تصاميم أجزائها الحساسة». وأضاف: «لو أعدنا الغواصة إلى البلد المصنّع، لما كنا رأيناها مجدداً على الأرجح، ولبقينا مرتهنين إلى الأبد» لروسيا. فيروس معلوماتي إلى ذلك، أعلنت «كاسبيرسكي لاب» الروسية التي تُعتبر من أبرز شركات إنتاج البرامج المضادة للفيروسات في العالم، أنها اكتشفت فيروساً جديداً يُعرف باسم «فليم» (الشعلة)، يستهدف إيران في شكل رئيس. وأشارت الشركة إلى أن الفيروس «يتمتع بقوة تزيد على 20 مرة عن ستاكسنت»، وهو فيروس معلوماتي رُصد عام 2010 واستهدف البرنامج النووي لإيران التي اتهمت الولاياتالمتحدة وإسرائيل بصنعه. وأضافت الشركة أن الفيروس «يُستخدم بفاعلية بوصفه سلاحاً إلكترونياً لمهاجمة كيانات في دول عدة». في المقابل، أعلن «مركز التنسيق الإيراني لمكافحة الهجمات المعلوماتية» أن «مركز ماهر» التابع لوزارة الاتصالات الإيرانية «تمكّن من كشف الفيروس فليم ثم تحضير فيروس مضاد قادر على التعرف إليه وتدميره». على صعيد آخر، حذر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني من «الأخطار الكبرى المحيطة بالثورات الشعبية» في المنطقة، داعياً إلى «اعتماد أفكار الإمام الخميني لمعالجة هذه المشاكل». وقال: «إيران مستعدة لوضع طاقاتها وتجاربها بتصرف دول المنطقة، من دون أي أطماع».