وافق مجلس الوزراء السعودي خلال ترؤس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز له أمس على تحويل الإذاعة والتلفزيون السعودي إلى هيئة عامة تسمى «هيئة الإذاعة والتلفزيون»، ووكالة الأنباء السعودية إلى هيئة عامة تسمى «وكالة الأنباء السعودية»، وترتبطان إدارياً بوزير الثقافة والإعلام. ورأى قرار المجلس أن يكون هدف هيئة الإذاعة والتلفزيون إيصال رسالة المملكة - إلى جميع المناطق في المملكة وإلى أنحاء العالم - بالكلمة والصورة، وباستخدام أحدث الوسائل والتقنية والعمل على رفع مستوى الأداء البرامجي الإذاعي والتلفزيوني وتطويره، ويكون لها رئيس يعين على المرتبة (الممتازة)، فيما يكون هدف وكالة الأنباء السعودية تغطية الأحداث والقضايا والنشاطات المختلفة، ومتابعتها على المستوى المحلي والأقليمي والدولي، وبصورة خاصة ذات الصلة بالمملكة، والإسهام في تعزيز المهنية الإعلامية والصحافية في المملكة، ومواكبة التطورات والمتغيرات المهنية والتقنية في مجال اختصاصاتها، ويكون لها رئيس لا تقل مرتبته عن ال15. وتقوم هيئة الخبراء بمجلس الوزراء - بحسب القرار - بإعداد مشروع تنظيم هيئة الإذاعة والتلفزيون، ومشروع تنظيم وكالة الأنباء السعودية، وفقاً لما تضمنته الترتيبات الواردة في القرار، خلال مدة لا تتجاوز ستة أشهر من تاريخه. وأوضح رئيس لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية سابقاً، وعضو اللجنة حالياً الإعلامي محمد رضا نصرالله، إنه بهذه الموافقة «تحقق الحلم الذي انطلق من لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية بمجلس الشورى منذ سنوات، حينما تقدمت بهذا المقترح إلى المجلس في جلسته العامة، وتم الأخذ به والرفع إلى مجلس الوزراء، إذ تمت دراسته جيداً بعد إشباع النقاش حول هذا المقترح في اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري التي رأت الأخذ به»، مشيراً إلى أنه جرى بعد ذلك «في الفترة الأخيرة حوار مطول ما بين وزارة الثقافة والإعلام وبعض جهات الاختصاص، وخصوصاً وزارة المالية، وذلك بعدما تحمس وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، لمقترح تحويل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية إلى هيئتين مستقلتين». واعتبر نصرالله، في تصريح إلى «الحياة» قرار مجلس الوزراء «تحولاً مفصلياً في تاريخ الإعلام الرسمي، إذ يقتضي القرار توافر إجراءات إدارية جديدة قادرة على تطوير الإعلام المرئي والمسموع والمبثوث، بعد الاستفادة من فائض الثورة المعرفية والمعلوماتية التي يعيشها العالم، الذي يشهد اليوم التخلص من وزارات الإعلام بتفكيكها وإعادة بنائها بما يجعل العملية الإعلامية تتخلص من الإدارة البيروقراطية الحكومية، ومتفاعلة مع متطلبات الإعلام الجديد، بشبكاته المتلاحقة والمتطورة». وعبّر نصرالله عن تطلعه الشخصي إلى «توفق وزارة الثقافة والإعلام في اختيار كفاءة إعلامية وطنية ذات خبرة واسعة ومتجددة، وفي الوقت نفسه ذات خيال إداري قادر على إعادة بناء الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء، ما يجعلهما مفتوحتين أمام الخبرات الإعلامية والثقافية الشبابية، وفي الوقت نفسه أمام المستثمرين الوطنيين في مجال الإعلام الجديد، حتى نحقق بذلك شراكة ما بين القطاع الحكومي والأهلي في إدارة هاتين المؤسستين الإعلاميتين، بما ينسجم والحراك الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتعليمي الذي تعيشه بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي شهد عهده الميمون كثير من المبادرات الوطنية الخلاقة في كل مجال من مجالات التنمية الشاملة، وبذلك تم قبول عضوية المملكة في مجموعة ال20 الدولية.