عقد مجلس الشعب (البرلمان) السوري أمس جلسته الافتتاحية المخصصة لاداء اعضائه اليمين الدستورية. وفاز نقيب محامي دمشق محمد جهاد اللحام برئاسة المجلس بأكثر من 90 في المئة من اصوات الاعضاء ال250. في وقت أودعت وزارة الخارجية والمغتربين وثيقة لدى مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان ازاء نتائج الانتخابات الاخيرة. في غضون ذلك، أدى الأعضاء الجدد في المحكمة الدستورية العليا (رسلان علي طرابلسي مطر ومالك كمال شرف وجميلة مسلم الشربجي) اليمين الدستورية أمام الرئيس بشار الأسد امس. وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الأسد اجتمع برئيس وأعضاء المحكمة و «أكد لهم أهمية الدور المنوط بالمحكمة في ما يتعلق بدستورية القوانين ونزاهة الانتخابات الرئاسية والتشريعية وخصوصاً بعد اقرار الدستور الجديد للبلاد وبعد الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخراً». وبدأت جلسة مجلس الشعب، التي بثت مباشرة على التلفزيون، بترأس عبد العزيز طراد الملحم اكبر الأعضاء سناً، حيث تليت اسماء الفائزين في الانتخابات التي جرت يومي 7 و8 الشهر الجاري والمرسوم الذي اصدره الرئيس الاسد في 20 الجاري لدعوة المجلس للانعقاد امس. وتنافس اكثر من سبعة آلاف مرشح على 250 مقعداً في 15 دائرة انتخابية في 14 محافظة، وضم المجلس الجديد 209 اعضاء جدد و30 سيدة، علماً انه ينتخب كل اربع سنوات ويضم 127 يمثلون قطاع العمال والفلاحين و123 يمثلون قطاع باقي فئات الشعب. ونقلت «سانا» عن الملحم قوله في الجلسة إن مجلس الشعب الجديد «جاء تتويجاً للمسيرة الديموقراطية والشفافية في ظل الدستور الجديد الذي لبى تطلعات أبناء الشعب بكل مكوناتهم وأطيافهم وهيأ المناخ الملائم للمحافظة على الدور الريادي والفعال لبلدنا وتعزيز مسيرة الحضارة الإنسانية». وبعد اداء اعضاء المجلس القسم الدستورية، فتح المجال للترشح لرئاسة المجلس، حيث تقدم بترشيحه كل من محمد جهاد اللحام ومجيب الرحمن الدندن، وأسفرت نتيجة التصويت عن انتخاب اللحام رئيساً للمجلس بأغلبية 225 صوتاً مقابل 9 أصوات لمنافسه، ووجدت 15 ورقة بيضاء وواحدة ملغاة. ويشغل اللحام بذلك منصب رئيس مجلس الشعب بدلاً من الدكتور محمود الابرش رئيس المجلس السابق. وقال اللحام بعد فوزه ان الدور التشريعي بدأ «تحت مظلة دستور جديد ورؤية جديدة»، مؤكداً أن سورية على «اعتاب مرحلة تقتضي من كل فرد استنفار كامل طاقاته وبذل جميع قدراته»، مضيفاً أن «الزمن يسابقنا والوطن يطالبنا وعيون السوريين تراقبنا وضمائرنا تحفزنا وولاؤنا لسورية وقائدها يلهمنا». ونقلت «سانا» عن رئيس المجلس الجديد قوله ان «السوريين كل السوريين علقوا آمالهم على حياة أرفع كرامة ومستقبل أكثر إشراقاً ... وعلينا أن نكون صوتاً عالياً للحق ومسيرة الإصلاح توجب أن نكون فاعلين على قدر عظمة هذا البلد نعبد طرقاتها بالجهد والتعب وننهج منهجاً مجتهدين مثابرين فلا نكون إلا مرآة تعكس حقيقة السوريين وتكون النيابة في هذا المجلس تكليفاً يرتقي إلى طموحات جميع السوريين». وأوضح اللحام ان «الإصلاح نهج وفكر وعمل، وقد شرعت سورية أبوابها لشمس تحمل فكر قائد يحب وطنه ويحبه وطنه أثبت أن المبادئ قوة وأن الحق ورجاله ظاهرون على الباطل وأدواته وأن الثقة بالشعب وثقة الشعب منارة يستضاء بها لبر النجاح ونبراس يهدي للخير واستعادة الحقوق كامل الحقوق».