دمشق، بيروت، موسكو -»الحياة»، أ ف ب، رويترز - بينما جددت السلطات السورية قصفها العنيف على أهم معقل للمعارضة السورية في الرستن في ريف حمص، وواصلت عملياتها في درعا وحلب وريف دمشق، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، جددت روسيا تأكيدها أن الحل الوحيد للأزمة هو الحوار السياسي ودعت إلى محادثات على أراضيها بين السلطات السورية والمعارضة برعاية الأممالمتحدة. في موازة، ذلك شنت منظمة العفو الدولية هجوما عنيفا على مجلس الأمن، قائلة في تقرير إن الأزمة السورية أظهرت أن المجلس «متعب وخارج الزمن وغير مناسب للغرض الذي أنشئ من أجله»، كما اتهمت الحكومة السورية بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية. ويتوجه المبعوث الأممي - العربي كوفي أنان إلى دمشق «خلال أيام قليلة برفقة فريقه كاملاً بما فيه نائبه ناصر القدوة» بحسب مصادر ديبلوماسية. وأشارت المصادر إلى أن زيارة القدوة لدمشق ضمن فريق أنان ستكون الأولى له بصفته نائباً لانان، وخصوصاً أنه يعبر عن دور جامعة الدول العربية الذي «لا تعترف به دمشق». وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن روسيا تريد عقد محادثات في موسكو بين النظام السوري ومعارضيه برعاية الاممالمتحدة. وأوضح بوغدانوف في مقابلة مع مجلة «في. آي. بي - بروميير» وزعت الوزارة نصها أمس أن «روسيا اقترحت بدء هذا الحوار في موسكو، نظرا إلى تحفظات المعارضة (السورية في الخارج) عن التوجه إلى سورية والطابع غير المقبول في نظر السلطة لعقد الأجتماع في القاهرة برعاية الجامعة العربية». وأضاف بوغدانوف: «وفق ما نرى، ينبغي ويمكن اثارة كل القضايا في حوار وطني واسع بين السوريين انفسهم»، مشيرا إلى أن الرئيس السوري «بشار الاسد كلف مسؤولا سياسيا مهما، نائب الرئيس فاروق الشرع، إجراء هذا الحوار». من ناحيته، أتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية ب»خروقات كبيرة» لقرار مجلس الأمن. وقال لافروف إن هدف المجموعات المسلحة والأطراف الممولة لها «واضح وهو نسف خطة انان لحل الأزمة سلمياً». وفي نيويورك، اتهم وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي النظام السوري، دون أن يسميه بنشر العنف في لبنان، مشيراً إلى قلق أوروبي كبير حيال الأزمة السورية وانعكاساتها الإقليمية. وقال تيرسي في لقاء مع الصحافيين في نيويورك إن «مظاهر عدة من أجندة مخفية تؤديها مجموعات أو حكومة أو نظام في محاولة لتشتيت التركيز الدولي عن سورية ونشر العنف في لبنان». وكان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر استقبل تيرسي «واتفقا على أهمية تطبيق خطة أنان بنقاطها الست»، وشددا على الحاحة إلى «تأمين سلامة مراقبي الأممالمتحدة في سورية». وقالت مصادر مجلس الأمن إن أنان يعد تقريراً مكتوباً إلى المجلس حول عمل بعثة المراقبين الدوليين في سورية (أنسميس)، «وكان متوقعاً أن يسلم اليوم الخميس» على أن يناقشه المجلس الأربعاء المقبل في جلسة يستمع فيها الى إحاطة من أنان نفسه. وتوقعت المصادر أن يكون تقرير أنان أمام مجلس الأمن «تكراراً لما سبق»، مشيرة إلى «عدم تحقيق تقدم لا من جهة جاهزية المعارضة السورية سياسياً ولا من جهة تقيد الحكومة بتعهداتها ميدانياً». وأوضحت أن التقدم في شأن العملية السياسية التي نصت عليها خطة أنان لم يتحقق إذ «تبدو المعارضة السورية غير قادرة أو غير راغبة في العمل معاً، ولا يجوز الانطلاق في العملية السياسية من دون أجواء ميدانية مناسبة بسبب استمرار القوات الحكومية في أعمال العنف والقصف».