حوّل اللوبي الجيوسياسي الدولي تركيزه موقتاً عن أسواق الذهب إلى أسواق أخرى واعدة مستقبلاً، ومنها صناعة المياه الصالحة للشرب. وأشار خبراء ذهب سويسريون إلى أن مبيعات المعدن الأصفر تضخمت سريعاً بعدما هوى سعر الأونصة أخيراً إلى ما دون 1290 دولاراً، ولكنه وما إن عاود الارتفاع واستقر فوق 1300 دولاراً بقليل، ما يعتبر اليوم السقف النفسي الذي يشجع أو يُحبط عزيمة المستثمرين الدوليين على مواصلة عمليات البيع والشراء، حتى انتعشت أسواق بيع الذهب في العام. ولم تسجل أسعار الذهب في الأيام ال100 الماضية انتعاشها المنشود، ما يعني لبعض كبار المحللين السويسريين أن سعر الأونصة حتى نهاية الشهر الجاري قد يرسو على نحو 1286 دولاراً. وفي ما يتعلق بتوقعات مصرفيين سويسريين، فهم شبه متأكدين أن سعر الأونصة حتى نهاية السنة مرشح ليستقر عند 1050 دولاراً. وللمرة الأولى منذ فترة طويلة يسجل تقارب في وجهات النظر بين الأميركيين والسويسريين. وسيكون لهذا التدهور في الأسعار تداعيات ثقيلة على خطط التجار السويسريين والمصارف المركزية الأوروبية العام المقبل. وارتفعت أسعار الذهب في النصف الأول من السنة 10 في المئة تقريباً، ولكن نظراً لمعطيات اقتصادية إيجابية من الولاياتالمتحدةوالصين وأوروبا، بدأ تراجع الأسعار مجدداً، لاسيما في ضوء انتعاش الأسواق المالية الدولية، إذ كلما زادت درجة هذا الانتعاش كلما تراجعت شهية المستثمرين للانخراط في تجارة الذهب غير الآمنة حالياً. ويجب الأخذ في الاعتبار أن القارة الآسيوية هي القاطرة الرئيسة في أسواق الذهب، ما يعني أن ملف استهلاك الذهب هناك يعتبر اليوم فناراً رئيساً ينصح المستثمرين السويسريين في الابتعاد عن تجارة الذهب الدولية. ولا يمكن أن نستخف بثقل المستثمرين السويسريين في أسواق الذهب الصينية، فهم مع آخرين من دول الغرب، بدأوا الاستثمار في هذه الأسواق منذ أن فتحت حكومة بكين أبوابها عام 2004. ولذلك، وفي السنين ال10 الأخيرة، قفز إجمالي الطلب على الذهب، من سبائك وغيرها، في الأسواق الصينية من 10 أطنان إلى نحو 400 طن. وعلى صعيد سويسرا، يقدر خبراء حجم الذهب المتداول في الأسواق الشرعية والسوداء بنحو مليون طن. وتعتبر الصين، سوية مع الهند وهونغ كونغ، شرياناً رئيساً للتداول بالذهب بالنسبة للسويسريين. وعلى رغم أن أسعار الذهب غير مستقرة حالياً، إلا أن خبراء محليين يسجلون ميولاً جديداً للتداول بالذهب من عيار 28 قيراطاً.