وصل حجم تداول الذهب قُرب أعلى مستوى له في 11 أسبوعاً أمس الاثنين بعد تجاوزه مستوى 1400 دولار لفترة وجيزة بدعم من بيانات أميركية ضعيفة وتدفقات على أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب في العالم. وقفز المعدن النفيس في بداية التعاملات الآسيوية إلى 1406.01 دولار وهو أعلى مستوى له منذ السابع من يونيو - حزيران مواصلاً ارتفاعه الذي سجله يوم الجمعة ومدعوماً بالتوترات السياسية في سوريا قبل أن يبدد بعض مكاسبه, واستقر سعر الذهب في السوق الفورية دون تغير يُذكر عند 1396.43 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06:35 بتوقيت غرينيتش. وكان المعدن الذي يُعتبر ملاذاً آمناً ارتفع 1.6 بالمئة يوم الجمعة بعد صدور بيانات ضعيفة لمبيعات المنازل في الولاياتالمتحدة، الأمر الذي ربما قوّض الدافع لتقليص برنامج التحفيز الاقتصادي. وارتفعت الفضة 0.54 بالمئة إلى 24.12 دولار للأوقية وزاد البلاتين 0.04 بالمئة إلى 1533.74 دولار للأوقية بينما صعد البلاديوم 0.27 بالمئة إلى 750.97 دولار للأوقية. وأوضح ل«الجزيرة» التاجر صالح العقيلي بأن سعر الذهب ارتفع خلال شهر 180 دولاراً وإلى أعلى مستوياته حيث لامس سعر الأونصة 1400 دولار، وذلك بسبب العقود الآجله الأمريكية للذهب حيث زاد 4 في المئة إلى أعلى مستوى له في شهرين مع هبوط كل من الدولار وفوائد مستندات الخزانة الأمريكية، وأضاف بأن المحللين يتوقعون أن يرتفع الذهب نهاية السنة الميلادية إلى 1600 دولار للأونصة, كما يتوقع أن يواصل ارتفاعاته خلال الأشهر القادمة، وذلك بسبب الاضطرابات التي تشهدها المنطقة وكذلك إغراء المضاربين لدخول السوق. من جهته أكد التاجر يوسف المسعري بأن سعر 1400 دولار الحالي والذي وصلت إليه أونصة الذهب يُعتبر هدفاً، مشيراً إلى أنه لا يوجد معايير ثابتة لارتفاع الذهب أو نزوله، بل في الأحيان بعض الأخبار البسيطة تؤثر على ذلك, مشيراً إلى أن الارتفاع الحالي يعود لتجاوز الاحتياط الأمريكي من الذهب ل(8000) طن ويتأثر تأثراً مباشراً لارتباطه بالدولار صعوداً ونزولاً.. مؤكداً في الوقت نفسه بأن السعر الحقيقي في الوقت الحالي لسعر الأونصة من الذهب لا يتجاوز 1000 دولار وأن السعر الحالي مبالغ فيه جداً ولكن ما يحدث في المشهد العام هو لا يعدو كونه مضاربة في سوق الذهب بخاصة، فالصين سحبت كميات كبيرة من الذهب الأسبوع المنصرم بأسعار 1300 إلى 1290 دولار مما أدى إلى ارتفاع الذهب وليس هذا السبب الوحيد، وإنما يُعتبر أحد الأسباب لارتفاعه, وأضاف المسعري بأن سعر 1400 دولار لن يستمر طويلاً إلا بوجود أخبار إيجابية اقتصادية وخصوصاً بما يتعلق بالدولار الأمريكي فهو مرتبط ارتباطاً كلياً بتأثرات الدولار ومترقباً لخطوة البنك الفيدرالي القادمة حول برنامج التحفيز المقدم لأكبر اقتصاد عالمي.. مشيراً إلى أن أسباب النزول في الفترة الماضية كان بسبب تبديل المحافظ وجني للأرباح, إضافة إلى تدهور بعض اقتصاديات الدول وبخاصة الأوربية, وأضاف أن الذهب وصل إلى أعلى مستوى له بسعر 1700 دولار في وقت سابق، والآن هو في نزول طبيعي جداً إلا في حال ظهور أخبار جديدة ترفع من سعره، ومن المحتمل الاجتماعات التي يترقبها العالم لبعض الدول الأوربية بالإضافة إلى أمريكا، وهي اجتماعات سياسية، ومن المحتمل أن تؤثر تأثيراً كبيراً على سوق الذهب وسيرفع من سعره, لافتاً إلى أن الأمر لا يعدو كله عن أنه فقط تكهنات مستقبلية ويعتمد بشكل مباشر على أي تطورات اقتصادية أو سياسية.