أمل رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية في لبنان وليد جنبلاط بأن «تُسرّع خطوات بعض الدول الكبرى التي تسير كالسلحفاة في تعاطيها مع الأزمة السورية من خلال تأكيد الحل السياسي الانتقالي لترحيل النظام كخيار وحيد متاح لانقاذ سورية من الدمار والتشرذم والانقسام». ودعا في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي الى «إنتظار تبلور مناخات داخليّة مواتية لاستئناف الحوار الوطني من دون شروط مسبقة لإعادة تكريس الثوابت من خلال حل سياسي يفضي إلى الاستيعاب التدريجي للسلاح في إطار الدولة في الظروف الملائمة وعدم إستخدام السلاح في الداخل، ومن خلال الابتعاد من محاولة تهميش الآخرين عبر إستخدام لغة «السلفية» أو سواها وإتاحة المجال لحرية التعبير عن الرأي، وفي ظل الانقسام اللبناني الحاد بين مؤيد للثورة السورية ومؤيد للنظام، وتمرير هذه المرحلة الحساسة من خلال إحتضان الجيش». وقال: «ان المؤسسة العسكرية إحتضنت المقاومة أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان وواجهت ببسالة تنظيم «فتح الاسلام» في مخيم نهر البارد ولقيت بدورها الاحتضان آنذاك من أهل عكار». وأشاد «بإنجازها تحقيقات سريعة لمحاسبة المسؤولين عن مقتل الشيخ أحمد عبدالواحد ومرافقه في عكار، وهذا كله يؤكد ضرورة الالتفاف حول الجيش أكثر من أي وقت مضى لحماية الاستقرار الداخلي». ودعا جنبلاط الى «رفع مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية، لا سيما بعدما رأينا كيف أن المسرحيات التي قام بها بعض الأجهزة أدخلت طرابلس والشمال في مناخات من التوتر الشديد من خلال تخطي أصول التوقيف لأحد الأشخاص وتنفيذ عملية بوليسية بدل إستدعائه وفق ما تنص عليه القوانين، ومن خلال تبرئة أحد القطريين الذي كان متهماً بالارهاب، فإذا به يبرأ ويسافر عائداً إلى بلاده؟». وسأل: «ألم تعرض هذه الخطوات غير المدروسة علاقات لبنان العربية، ولا سيما مع دول الخليج التي تحتضن عشرات الآلاف من اللبنانيين؟ ثم ما هذا التناقض المعيب في تصريحات وزيري الدفاع والداخلية عن وجود تنظيم «لقاعدة» في لبنان؟ ألا يستطيع وزير الدفاع التعبيرعن عبقريته السياسية والعسكرية إلا من خلال الترويج لوجود القاعدة في لبنان بأي ثمن؟». ولفت جنبلاط الى ان «مسألة داتا الاتصالات التي تبقى ضرورية للحيلولة دون وقوع المزيد من الانكشاف الأمني في ضوء تجدد مرحلة الاغتيالات السياسية كما يقولون وبعد هروب مجموعة قيل أنها «سلفيّة» من مخيم عين الحلوة، ناهيك بتسخيف مفهوم العمالة؟ ألا يفسح كل ذلك المجال أمام إسرائيل للتغلغل مجدداً في الداخل اللبناني؟». وأشار الى «تصدير النظام السوري لأزمته الداخليّة نحو لبنان ومهدت لها وأكدتها تصريحات (السفير) بشار الجعفري في الأممالمتحدة وفيصل المقداد». واعتبر جنبلاط ان «الزيارة المشؤومة والمشكورة للسيد أحمد جبريل (الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة) جاءت في السياق نفسه، فهي مشؤومة لأنها تحمل في طياتها تهديدات ورسائل، ومشكورة لأنها جاءت لتذكرنا بمقررات الحوار الوطني التي إتخذت بالاجماع ومنها سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، والمحكمة الدولية التي، للتذكير، أقرت أيضاً بالاجماع». ودعا «أهالي الطريق الجديدة الى تفويت الفرصة على بعض المندسين لإغراق لبنان في الفوضى». وشجب «ما حصل مع الشاعر أدونيس، متمنياً لو انه «لم يهرب بإتجاه الهجوم على السلفية بدل أن يدين أعمال النظام السوري».