أكد رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية في لبنان وليد جنبلاط أن «العودة إلى حقبة عنجر مستحيلة وأي محاولة للتسلل نحوها من خلال قانون الانتخاب أو سواها ستُواجه مجدداً برفض اللبنانيين إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لا سيما في لحظة تنتفض الشعوب العربيّة من للتخلص من الأنظمة القمعيّة والديكتاتوريّة، فلن نقبل أن يعود لبنان لها مهما كان الثمن». وشدد على أن «دماء آلاف الشهداء وعذابات وتضحيات الآلاف من المعتقلين والمفقودين السوريين لن تذهب سدى وستثبت صحة المقولة ان أعمار الطغاة قصار عاجلاً أم آجلاً، فمن يدعم هؤلاء من دول وأحزاب سيندمون لاحقاً لأنهم يسيرون عكس التاريخ، فالثورة السورية ستنتصر». وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن «الحزب التقدمي الاشتراكي» يُنشر اليوم: «يحق للمرء أن يتساءل عن الدوافع الحقيقيّة التي تقف خلف الاصرار على طرح النسبيّة كنظام انتخابي للدورة المقبلة، في حين كنا أول من طالب منذ ثلاثة عقود بتطبيقها من دون جدوى وذلك قبل أن يولد الكثير من القوى السياسيّة الحالية التي صارت تمتهن المزايدة ورفع الشعارات الطنانة». ولفت الى ان «طرح القانون النسبي جاء من ضمن سلة متكاملة من المقترحات من شأنها أن تتكامل لتحقق إصلاحاً جدياً في بنية النظام السياسي، فيما نشهد اليوم مزايدات ترمي في نهاية المطاف إلى إسكات الصوت الآخر الذي قد لا يتفق في كل المحطات مع الصوت الراجح». وقال: «ليت لبنان يعيش ديموقراطيّة مثاليّة مشابهة للسويد وسويسرا والدنمارك، ولكن هناك من يتناسى حالات الانقسام والتوتر الشديد، وحالات القطيعة السياسيّة بين اللبنانيين وهي تقف حائلاً دون نجاح النظام النسبي الذي سيزيد الشرخ الداخلي». وسأل: «ألهذه الدرجة أصبح صعباً تحمّل صوت وسطي هادئ يسعى جاهداً للحيلولة دون إنزلاق البلاد نحو الفتنة ويخفف التشنج ويرمي إلى تكريس التهدئة؟ أليس هذا الصوت هو الذي أكد الثوابت السياسيّة لناحية حماية سلاح المقاومة حتى التوصل إلى بناء تفاهم داخلي حول خطة دفاعية وطنيّة شاملة كما طرحها رئيس الجمهوريّة؟ ألم يكن هذا الصوت جزءاً من الاجماع الوطني حول المحكمة الدوليّة في هيئة الحوار الوطني سنة 2006؟». وأضاف: «أليس من الأفضل لو تتواضع بعض القوى العبثيّة في الأكثريّة، وبعض القوى الأخرى في الأقليّة لتتم مقاربة الأمور بواقعيّة ومعالجة المشاكل المتفاقمة بروية بدل الدخول في حفلات المزايدة اليومية التي لا توفر رئيس البلاد وتعيبه على أنه انتخب بالتوافق بدل أن توفر له وللبلد المناخات المؤاتية للعمل والانتاجيّة؟ هل هذا الهجوم هو على خلفيّة وقوفه معترضاً على تسليم بعض الناشطين أو اللاجئين السوريين كي لا يواجهوا الاعدام أو التصفية في بلدهم أو لمنعه من إبداء رأيه في التعيينات الادارية والقضائيّة؟ ثم ما صحة المعلومات عن قيام السفير السوري بإبلاغ مرجع رسمي لبناني بجملة تهديدات والسعي لإعادة إحياء حقبة الاملاءات؟». واعتبر جنبلاط أن «النسبيّة قد تصب، بشكل أو بآخر، في تحقيق هذا الهدف، أي إعادة إنتاج حقبة الوصاية من خلال منطق الالغاء أو الاقصاء الذي يجري التخطيط له». وسأل: «هل هي من قبيل المصادفة أن يطل علينا مجدداً أحد أبرز وجوه الوصاية معلناً عودته إلى الساحة السياسيّة من البوابة النيابيّة؟ واستطراداً، هل النسبيّة هي للاتيان بمجلس نواب ينتخب رئيساً خارج إطار التوافق يعيد إنتاج عهد الوصاية مجدداً وينصاع إلى محور زائف وزائل يدعي الممانعة؟». العريضي: جنبلاط يعرف كيف يتصرف وفي السياق، سأل وزير الأشغال العامة غازي العريضي: «لماذا الهجوم على رئيس الجمهورية؟ ألأنه يحترم نفسه ويحرص على سلامة اللبنانيين وكرامتهم؟ كفى هذا الأسلوب والإبتزاز والوعيد والتهديد». واعتبر في لقاء سياسي «ان المطلوب تطويق جنبلاط وحصاره وتهديده ومحاولة إقصائه وإلغائه. نحن نقرأ ونعرف الرسائل التي تأتينا من خارج الحدود وما يردده ببغاوات في الداخل ان جنبلاط في الحياة السياسية الجديدة ليس له موقع ولن يؤثر. نقول لهم افعلوا ما شئتم وقولوا ما تريدون فجنبلاط باق في الحياة السياسية وفي الواجهة وأعمار الطغاة قصيرة وجنبلاط سيف يقض مضاجعكم، هو لا يريد فتنة ولكن يعرف كيف يتصرف».