أظهر بيان قمة مجموعة الثمانية في كامب ديفيد قلق الزعماء المشاركين على إمدادات النفط في الأسواق العالمية في الأشهر الماضية ما «يمثل مشكلة للنمو الاقتصادي». وزاد منتجون أساسيون إنتاجهم لكن مع حذر في استخدام قدراتهم الإنتاجية الفائضة. وتحسباً لمزيد من الاضطراب في العرض، في مقابل زيادة متوقعة في الطلب، في إشارة ضمنية إلى العقوبات على إيران التي تسري في الأشهر المقبلة، قال الزعماء في بيانهم: «نراقب الوضع عن قرب ونبقى جاهزين للطلب من وكالة الطاقة الدولية اتخاذ إجراءات لضمان بقاء الأسواق مزودة في شكل كامل وفوري». وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن القمة ناقشت موضوع أسواق النفط لكن الحديث لن يتطرق إلى استخدام المخزون الإستراتيجي للدول، في حين أعلنت وكالة الطاقة الدولية عن اجتماع مهم في لندن في 29 أيار (مايو) للبحث في وضع الأسواق. وقال ل «الحياة» مصدر ديبلوماسي يتابع في واشنطن سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في قطاع الطاقة إن الولاياتالمتحدة ستنتقل من مستورد صرف للغاز عام 2005 إلى مصدر عام 2016 بفضل تطوير استخراج الغاز الحجري الذي يمثل الآن ثلث إنتاج الغاز الأميركي، مما يمثل ثورة في سياسة الطاقة الأميركية التي جعلت من الولاياتالمتحدة منتجاً عالمياً للغاز في 2010 قبل روسيا وقطر وسائر المنتجين. وأضاف: «أصبحت اليوم أسعار الغاز في الولاياتالمتحدة متدنية بسبب طفرة الإنتاج وبلغ مستوى السعر 2.5 مليون دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ما يمثل ربحاً أقل للمنتجين الذين يتحولون إلى إنتاج النفط بما فيه النفط الحجري». واليوم أصبحت داكوتا الشمالية تنتج نفطاً أكثر من ألاسكا بواقع 500 ألف برميل في اليوم، وفق المصدر، وستزيد الولاياتالمتحدة إنتاجها النفطي بنحو مليون ونصف برميل يومياً عام 2020، وستواكب في الوقت ذاته هذه الزيادة بخفض في استهلاك النفط نتيجة الأزمة الاقتصادية. وتواكب هذه الزيادة المتوقعة زيادات في إنتاج النفط في كندا والبرازيل. لكن المصدر نبه إلى أن الاستقلال النفطي يبقى وهماً لأن سوق النفط العالمية ستبقى مزوَّدة أساساً من الشرق الأوسط. وفي تطور لافت، أعلن وزير الثروات الطبيعية لحكومة إقليم كردستان العراق اشتي هورامي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الطاقة والثروات الطبيعية التركي تانر يلدز في أربيل أمس، عن اتفاق مع تركيا لبناء أنبوب لنقل النفط من حقول الإقليم إلى ميناء جيهان التركي في كانون الثاني (يناير) 2014، وفق وكالة «فرانس برس». وأوردت وكالة «رويترز» أن في الإمكان الآن إضافة الغاز إلى أصول أفريقيا من حياة برية وأراض شاسعة وشواطئ، فالاكتشافات الجديدة ضخمة إلى حد قد يغير مسار تدفقات الطاقة العالمية وأوضاع بعض من أفقر دول العالم. وتشير تقديرات إلى أن الاكتشافات الجديدة التي أعلنت الأسبوع الماضي فقط قبالة سواحل تنزانيا وموزامبيق تكفي لإمداد فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا بالغاز لعام على الأقل وربما أكثر بكثير. ودفعت هذه الاكتشافات وغيرها في شرق أفريقيا العام الماضي أسعار أسهم شركات صغيرة إلى الصعود وأججت معارك استحواذ وأقلقت منتجي النفط في مناطق أخرى. وأعلن محمد حسين منصور، رئيس «بتروبنغلا»، وهي شركة النفط والغاز والمعادن الحكومية في بنغلادش، أن بلاده حققت أول كشف نفطي في حقلين للغاز في منطقة سيليت شمال شرقي بنغلادش. وقال لصحافيين: «هذه هي المرة الأولى التي نجد فيها مصادر نفطية قابلة للاستخراج من الناحية الاقتصادية تقدر بنحو 153 مليون برميل في حقلين للغاز على بعد 280 كيلومتراً من العاصمة» مضيفاً أن الإنتاج يمكن أن يبدأ في غضون سنة.