انخفضت كمية النفط التي تستهلكها المملكة يومياً بنسبة 15% في يوليو الماضي، مقارنة مع الشهر السابق، وذلك مع بدء ضخ شركة أرامكو السعودية للغاز الطبيعي من حقل كران المغمور بالمياه وهو ما زاد من كمية الغاز المستخدم لتوليد الكهرباء بدلاً من النفط، فيما انخفضت كمية صادرات المملكة من النفط بنسبة 2.6% خلال الشهر بعد أن ضخت وكالة الطاقة الدولية 60 مليون برميل من النفط لتهدئة الأسواق وتعويض نقص النفط الليبي. وانخفض استهلاك المملكة المحلي من النفط إلى 1.6 مليون برميل يومياً في يوليو من 1.9 مليون برميل في يونيو الذي سبقه، بحسب ما أوضحته أحدث بيانات رسمية قدمتها المملكة إلى منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" واطلعت عليها "الوطن". وتعاني المملكة من النمو الهائل في الطلب على النفط محلياً بسبب زيادة استخدامه لإنتاج الكهرباء، التي ينمو إنتاجها بنسبة 8% سنوياً. وأنتجت المملكة هذا الصيف نحو 50 ألف ميغاواط، وهو أعلى مستوى يصل إليه الإنتاج في تاريخ البلاد بحسب ما أعلنته شركة الكهرباء السعودية. وتحتاج المملكة إلى حرق ما يقرب من 800 ألف برميل يومياً من النفط الخام خلال الذروة في أشهر الصيف من أجل إنتاج الكهرباء بحسب تقديرات أرامكو الرسمية. وتبيع أرامكو السعودية النفط إلى شركة الكهرباء السعودية بسعر زهيد جداً يبلغ 4.3 دولارات لبرميل النفط الخفيف و 2.7 دولار للنفط الثقيل بحسب تقديرات شركة جدوى للاستثمار، في الوقت الذي يباع فيه البرميل بنحو 90 إلى 100 دولار في السوق العالمية. وتقوم أرامكو حالياً بزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي لحرقه في محطات الكهرباء بدلاً من النفط. وأعلنت أرامكو السعودية أنها بدأت في يوليو تشغيل مشروع تطوير حقل كران لإنتاج الغاز غير المصاحب وأنتجت ما يقارب 400 مليون قدم مكعب. وصمم مشروع كران لإنتاج 1.8 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الخام الجاف بحلول عام 2013 من أجل مساندة شبكة الغاز الرئيسة، التي تنوي أرامكو رفع سعتها الإنتاجية من 10 مليارات إلى 15 مليار قدم مكعبة بحلول عام 2015 لمواجهة الطلب المحلي على الكهرباء وإنتاج البتروكيماويات. وحقل كران الذي تم اكتشافه عام 2006م في المياه العميقة المتوسطة للخليج العربي، هو أحد أهم مشاريع الغاز الطبيعي لشركة أرامكو مؤخراً نظراً لأن إنتاج الشركة من الغاز مرتبط بحجم إنتاج النفط كون غالبية إنتاج الغاز في المملكة من النوع المصاحب للنفط ولذلك تنخفض كمية إنتاج الغاز عندما يتم خفض كمية النفط المستخرج من الأرض، أما حقل كران فهو ينتج الغاز غير المصاحب للنفط مما يعني أن إنتاج الغاز منه مستقل تماماً عن عملية إنتاج النفط. من جهة أخرى أظهرت البيانات أن المملكة خفضت صادراتها من النفط في يوليو لتصل إلى 7.19 ملايين برميل يومياً مقارنة بنحو 7.38 ملايين برميل يومياً في يونيو. أما على صعيد الإنتاج فقد أدى انخفاض الصادرات والاستهلاك المحلي إلى انخفاض الإنتاج إلى 9.61 ملايين برميل من النفط الخام خلال الشهر بانخفاض 207 آلاف برميل يوميا عن يونيو. وجاء خفض المملكة لصادراتها من النفط الخام بعد أن قامت وكالة الطاقة الدولية بالتنسيق مع الدول الأعضاء فيها من بينها الولاياتالمتحدة وألمانيا واليابان للإفراج عن 60 مليون برميل من المخزون الاستراتيجي للدول الأعضاء في المنظمة خلال يوليو بهدف تعويض السوق عن النفط الليبي الذي تم فقدانه.