عليك أن تنتظر كثيراً قبل أن تتعرف على قدرة لاعب عاد للتو بعد قطع ثان في الرباط الصليبي، أو على الأقل هذا ما نعرفه، لكن المعادلة تغيرت كثيراً أول من أمس مع أول إطلالة لنايف هزازي، إذ أبى الصقر الشبابي إلا أن يقول كلمته ويسعد جماهير «شيخ الأندية» في نهائي كأس السوبر السعودي أمام النصر، فمارس عادته المفضلة وهز الشباك ليعيد البسمة إلى المدرج الشبابي، مدركاً التعادل بعد 8 دقائق فقط من تسجيل النصر لهدف التقدم، ليعيد الأمور إلى نصابها قبل بداية اللقاء. ولم يحتاج هزازي إلى أكثر من 20 دقيقة ليسجل اسمه في لوحة الملعب بعد فترة غياب طويلة بدأت فصولها منذ الجولة ال11 من دوري عبداللطيف جميل في الموسم الماضي، عندما تعرض لقطع في الرباط الصليبي للركبة أمام الأهلي حرمه من إكمال مشواره مع الفريق بقية الموسم، على رغم بدايته المميزة وتألقه اللافت الذي قاده لإحراز سبعة أهداف في 10 مباريات فقط، ليتقدم في قائمة الهدافين على أبرز المهاجمين وعلى رأسهم ناصر الشمراني الذي حقق لقب الهدف في نهاية الموسم. هدف العودة الذي رسم ملامح الفرحة الأولى باللقب جاء على طريقة كبار الهدافين، إذ وفق هزازي في اختيار المكان المناسب في مواجهة المرمى بعيداً من رقابة المدافعين، ليرسل كرة عطيف بلمسة سريعة في الشباك من دون تأخر أو استعراض، وسط ذهول الدفاع النصراوي، ليدرك التعادل ويُشعل قناديل الفرح في المدرج الشبابي، وكاد الصقر أن يضاعف النتيجة بعد دقائق من هدفه عبر كرة رأسية محكمة أبدع العنزي في التصدي لها، ليترك أخيراً أرضية الملعب في الشوط الثاني وسط عاصفة من التشجيع والمؤازرة الجماهيرية الشبابية. وعانى هزازي المولود في 11 كانون الثاني (يناير) 1989 من تعرضه لإصابة الرباط الصليبي للمرة الثانية في حياته الرياضية، لكنه لم يعرف طريقاً إلى اليأس، إذ صبر وثابر بعد إجراء الجراحات، وتحّمل طول فترات البرامج الطبية والتأهيلية في داخل السعودية وخارجها، رغبة في أن تكون عودته إلى المستطيل الأخضر وفق تطلعات عشاقه ومحبيه في كل مكان. وبدأ هزازي مشواره في عالم الكرة من الفئات السنية في نادي الاتحاد، قبل أن يصعد إلى الفريق الأول ليكتشفه المدرب الأرجنتيني غابريل كالديرون الذي منحه فرصة اللعب وصقل موهبته التهديفية ليقدمه إلى الساحة الكروية هدافاً بارعاً، ما دفع النقاد والمحللين إلى تنصيبه ضمن قائمة أفضل المهاجمين الذين أنجبتهم الكرة السعودية في الأعوام الماضية، لينتقل بعدها إلى الشباب وتحديداً الصيف الماضي في صفقة كروية لافتة للنادي العاصمي، ومن يومه الأول فرض اللاعب وجوده في المقدمة البيضاء منسياً الجماهير الشبابية رحيل هدافها الخطر ناصر الشمراني الذي كان بمثابة العلامة الفارقة في هجوم الليوث في الأعوام الماضية.