دّق هداف الشباب البارع ومهاجمه اللامع ناصر الشمراني (28 عاماً) جرس الإنذار أول من أمس لبقية الهدافين في دوري زين السعودي، وأعلن قدومه بقوة لحصد لقبه الشخصي المفضل هداف الدوري السعودي الذي حققه في ثلاثة مواسم كروية ( 2008 ، 2009 ، 2011 ) بعد إحرازه هدفين في شباك هجر، ووصول رصيده التهديفي إلى ثمانية أهداف في صدارة الهدافين متساوياً مع هداف الأهلي البرازيلي سيموس وهداف القادسية الجزائري بوقاش بعد أن وضع فريقه الشباب في صدارة الترتيب في الدوري، وأكد «الزلزال الشبابي» عزمه على نيل اللقب الكبير في محاولة مستمرة للوصول إلى حاجز هداف النصر الأسطوري ماجد عبدالله الذي حقق لقب الهداف ست مرات طوال مشواره الكروي ومسيرته الرياضية. ولم يكن الفتى المكاوي المولود في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 1983 يتوقع أن تضحك له الدنيا وأن تصل شهرته إلى القارة الآسيوية بعدما نشأ في حارة شعبية ضيقة الشوارع في شعاب مكة قريبة من الحرم المكي الشريف تسمى «حارة الهنداوية»، خصوصاً أنه كان يشاهد عصر العتاولة في الكرة السعودية وملاحم الذهب التي كانوا يسطرونها في ميادين الكرة خارجياً، ولكن الولد الشقي العصبي سريع الانفعال كان مولعاً بحب الكرة، وعاشقاً لمركز رأس الحربة، ويتلذذ بلدغ الشباك، وغربلة المدافعين والحراس، حتى بات أشهر الهدافين في فريق حارته، ليلتحق بفريق الشاطئ في حي الحمراء أحد أقوى فرق الحواري في العاصمة المقدسة، ومنه إلى فريق الوحدة الذي تدرج في فئاته السنية حتى وصل الفريق الأول في عام 2003. ولم يأخذ الشمراني فرصته الكاملة مع فرسان مكة نظراً لوجود المحياني والكويكبي في المقدمة الحمراء، إذ ظلت مشاركاته على استحياء حتى طلبه نادي الشباب بنظام الإعارة في شباط (فبراير) 2006 وشارك معه بشكل رائع، وأحرز هدفاً ثالثاً لا ينسى في ليلة النهائي أمام الهلال بعد أن ثبّت الدعيع في مرماه، وجعله في موقف المتفرج على روعة الهدف، ثم عاد الشمراني للوحدة في أيار (مايو) 2006، ولكنه لم يستمر طويلاً بعدما وجد نفسه في شيخ الأندية السعودية لينتقل بشكل نهائي في آب (أغسطس) 2007 ومن يومها بدأ «الزلزال» رحلته التهديفية الحقيقية مع عالم الإبداع والتألق والنجومية حتى بات يصنف حالياً من أبرز وأميز الهدافين الأفذاذ الذين أنجبتهم الكرة السعودية منذ بدايتها وحتى الآن. ويمتاز الهداف المرعب ناصر الشمراني بإمكاناته التهديفية الهائلة وقدراته البدنية العالية وموهبته الكروية الفذة، وذكائه ودهائه وسرعة بدهيته، فهو هداف لمّاح ينسل كالبرق من بين المدافعين، ويلسع الشباك من دون فلسفة أو تعقيد في الكرة، ويحظى اللاعب بشهرة واسعة ومحبة وتقدير من الجماهير الشبابية التي يرسم البسمة دائماً على محياها، وسبق أن عانى الهداف الخطر من إصابة قوية قبل عامين تم تشخيصها بقطع في الرباط الصليبي، وأجرى لها جراحة في كانون الثاني (يناير) 2010، ليبتعد عن الملاعب بضعة أشهر، ولكن جدية الشمراني وانضباطيته جعلته يعود للشباب أكثر إبداعاً وأفضل إمتاعاً وأخطر أمام شباك الخصوم في النزالات الكروية المختلفة.