في أحدث عملية لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في العراق، انضم الشاب السعودي جمعان عبدالله البقمي إلى قافلة الانتحاريين، بعد أن أقدم على قيادة مركبة مفخخة وتفجيرها في مركز بمدينة الرمادي غرب العراق، جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه قائد شرطة الأنبار اللواء الركن أحمد صداك الدليمي أول من أمس، عن انطلاق حملة أمنية واسعة النطاق لمطاردة عناصر تنظيم ما يعرف ب «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) المختبئين في المنازل الفارغة والمناطق الزراعية المحيطة في المدينة. وأكدت صحف عراقية مقتل وجرح عدد من عناصر الجيش العراقي، والصحوات الموالية للحكومة بتفجيرين وقعا غرب الرمادي في محافظة الأنبار بحسب مصدر حكومي، وقال المصدر أن «انتحارياً داعشياً يستقل سيارة ملغومة فجرها عند ثكنة عسكرية في منطقة ال 35 غربي الرمادي، وهي مدينة تقع غرب العاصمة العراقيةبغداد، وتعد مركز محافظة الأنبار. وجمعان البقمي «أبو عزام البقمي الجزراوي» منفذ إحدى تلك العمليتين، كان فرداً عسكرياً من أفراد مباحث محافظة تربة السعودية التي ينحدر منها، قبل انضمامه إلى صفوف مقاتلي تنظيم «داعش» منذ أربعة أشهر هذا ما أكده أحد أقرباء البقمي «فضل عدم ذكر اسمه»، وقال ل «الحياة» كان جمعان وهو أوسط إخوته ولم يتجاوز عمره 22 عاماً فرداً عسكرياً في مباحث المنطقة، إلا أنه قدم «استقالته» قبل أكثر من أربعة أشهر تمهيداً لذهابه إلى القتال، لينضم إلى تنظيم داعش في سورية لعدة أسابيع ويقاتل هناك، ثم انتقل بعد ذلك للقتال في العراق، وتواصل البقمي مع أهله فور وصوله إلى سورية، ليخطرهم بذهابه وانضمامه إلى المقاتلين في سورية، إلى أن هذا التواصل لم يتكرر وانتهى أمل تواصل أهله به باتصال من أحد زملائه ليخبرهم بأنه قضى في العراق، وأضاف أن بداية تأثره بالأفكار الإرهابية تم عن طريق التواصل الاجتماعي والمقاطع المصورة لتنظيم القاعدة و»داعش». وكان البقمي انتقل من سورية إلى العراق قبل شهرين وذلك بعد تسجيل اسمه ضمن منفذي العمليات مع خمسين انتحارياً آخرين من زملائه، ليُقدم مساء الخميس الماضي على قيادة مركبة مفخخة، ويفجر نفسه داخل مركز عسكري في الرمادي بعد قتله لحرسه، مما أدى إلى تدمير المركز، كما تداول أعضاء تنظيم «داعش» مقطعاً مصوراً لعملية البقمي الانتحارية. وكتب البقمي بمعرفه الخاص تغريدات تحريضية عدة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كما نشر إصدارات عدة لتنظيم الدولة وذم الجهاز العسكري الذي كان يعمل به، إلا أن تلك التغريدات قُوبلت بالرفض والاستياء، وإلغاء المتابعة كما قال في إحدى تغريداته. يذكر أنه لا توجد أرقام محددة عن عدد العمليات الانتحارية التي نفذها سعوديون في العراق أو سورية، رغم أن التقديرات تشير إلى أنها مئات العمليات الانتحارية التي بدأت في العراق وارتفعت وتيرتها بعد تفجر الوضع في سورية، بخاصة في الفترة الأخيرة التي بدأ فيها «داعش» يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسورية، ويقوم بعمليات لزيادة المساحات التي يسيطر عليها.