خلال حفلة إطلاق موقع «الحوش.كوم»، ذُهل الحضور حينما كشف الستار في مسرح «الرينبو» في عمّان، عن إحدى اللوحات الأيقونية في الفن التشكيلي العربي، أي «جمل المحامل» للفنان الفلسطيني سليمان منصور، وهي اللوحة ذات الدلالات الرائعة في تصويرها فلاحاً فلسطينياً يحمل القدس على ظهره، وأصبحت واحدة من من أكثر اللوحات العربية شهرة. لكنها ليست اللوحة الأصلية، أو بالأحرى ليست النسخة الأولى من العمل، إذ اشترى الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي تلك النسخة الأصلية العام 1975 وأُتلفت في الهجوم الأميركي على طرابلس في 1986. ومنذ ذلك الحين وآلاف الملصقات المنسوخة عن «جمل المحامل» تطبع في مختلف أنحاء العالم العربي وتزين بيوتاً فلسطينية وعربية. وقبل ست سنوات، أقنع المدير التنفيذي وأحد مؤسسي «الحوش» إيهاب الشنطي، سليمان منصور بإعادة رسم اللوحة كي تباع في مزادٍ علني لدعم الفنان وإقامة متحف وطني للفنون الفلسطينية في القدس. وهكذا، وعبر «جمل المحامل»، عبّر القيمون على «الحوش» عن أهداف مشروعهم في طريقة ملموسة، علماً أن الموقع الإلكتروني يهدف إلى تمكين الفنانين والمصممين العرب من نشر أعمالهم وتفعيل التواصل في ما بينهم. تسجّل في الموقع نحو 155 فناناً ومصمماً عربياً حتى الآن. وضمّ الموقع في فترة وجيزة، ثلّة من أهم الفنانين الصاعدين، من غزة إلى عمّان وبغداد، إضافة إلى ألمع الأسماء الفنية، مثل التشكيلي سليمان منصور ومصممة الحلي نادية الدجاني (فلسطين)، ومحمد الشمري (العراق). وإذ يستلهم الموقع فلسفته من مبدأ «الحوش»، وهي اللفظة الدارجة لما يسمّى «أرض الدار»، أي الفناء الداخلي الذي كان يتوسط البيوت القديمة في بلاد الشام ويجمع العائلة الممتدة التي كانت تقطن في بيت واحد، فإنه اتخذ الاسم أيضاً، وهناك خطط لجعله أوسع فضاء مشترك ممكن للفنانين والمصممين العرب، وذلك من خلال نشاطين أساسيين: إفراد حيّز للتجارة الإلكترونية والتشبيك الإجتماعي-الإلكتروني، بحيث يمكن كل فنان دمج موقعه الإلكتروني الخاص في alhoush.com فيعرض أعماله ويبيعها عبره أيضاً، إضافة إلى التواصل مع متذوقي الفن والمقتنين حول العالم. أما النشاط الثاني، الذي بدأ «الحوش» العمل عليه، فهو تنظيم مهرجان ومنتدى دولي للفنون والتصاميم، يتنقل سنوياً بين العواصم العربية والغربية ويشارك فيه ما لا يقل عن 300 فنان ومصمّم. ويشمل موقع «الحوش.كوم» أربعة أركان إبداعية أساسية: الفنون الجميلة، تصاميم الأثاث والإكسسوارات، الأزياء والحلي، ودعم مشاريع التمكين في تسويق منتجاتها. ويسخِّر الموقع تقنيات التجارة الإلكترونية ليمكّن الفنانين والمصمّمين العرب من دخول الأسواق العالمية. يقول إيهاب الشنطي إنه «آن الأوان لينتبه العرب الى أهمية الاقتصاد المبني على الإبداع، وإذ نظرنا إلى حاجة العالم العربي إلى إيجاد 100 مليون فرصة عمل خلال العقد المقبل، لأيقنّا حجم التحدي الذي يواجه المنطقة». وأضاف: «نتعرف يومياً على طاقات إبداعية رائعة للشباب العرب، لكنها لا تلقى الدعم والرعاية، لذا قررنا أن نكوّن ملتقى، ليس لإتاحة المجال أمام محبي الفنون والتصميم التعرف على هؤلاء المبدعين فحسب، بل أيضاً لتمكين المبدعين أنفسهم من جني رزق كريم من أعمالهم الإبداعية بدل أن يعملوا في غير فنّهم ليعيشوا». وعلى الموقع الآن أكثر من 1500 قطعة معروضة، تدمج تصاميم حديثة وأخرى تحمل إيحاءات من التراث العربي.