يتضح في كل قمة خليجية تعقد أن التهديدات الإيرانية تحضر في كل كواليسها وإن لم تقل باللسان، وفي كل مؤتمر صحافي أو بيان في القمم تكون هذه القضية موجودة بشكل أو بآخر، ويؤكد المفكرون أن هذا الجار «الخطر» يستحق أن يكون حاضراً في العقل كما في البيانات. ورأى المفكر الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله، «أنه ينبغي أن ندرك أننا نعيش في منطقة متوترة وصعبة والمستقبل ينبئ بحرب رابعة، ولولا صعوبة المنطقة لما تجاسرنا على التعاون، ولا ننسَ أننا نعيش مع جار صعب يزيد صعوبة مع مرور الوقت «إيران»، وجار صعب آخر قادم «العراق»، وحين تنظر إلى أكبر تهديد يحيط بك «إيران» فهو جار به قوة بشرية أكثر من 70 مليون نسمة، وقد تضاعف عشرات المرات، والاتحاد الخليجي رسالة إلى إيران أن الجميع متحد، والاتحاد الخليجي تم التفكير فيه بسرعة». وشدد أستاذ العلوم السياسية من الجامعة البحرينية الدكتور باقر النجار على أنه «لا بد من إدراك أننا في منطقة تماس تتدخل إليها الكثير من العناصر، وفي الأيام الأخيرة أدركنا أن هذه النوازع أصبحت محلاً للنقاش الداخلي والخارجي، وهذا يؤكد على ضرورة المواطنة الحقة الكاملة، ويساعد على بناء بيئة اتساقية تقود إلى الاتحاد، وأطالب بتعميق الاتحاد في وسائل الإعلام الجديدة، وتأكيد وحدة المجتمع والابتعاد عن مناطق التوتر». ورأى أن «هناك خللاً في البيت الخليجي لا بد أن يواجه بالإصلاح، فهناك عدالة اجتماعية مختلة، وهناك مناطق فقيرة، في الربيع العربي انكشفت بعض الأمور، والثقب سيتسع بعد سنين». وجاء في مؤتمر سعود الفيصل الأخير أول من أمس وحول تحذيرات إيران لدول الخليج من إعلان مثل هذا الاتحاد، وبالذات بين السعودية والبحرين، أكد الفيصل «أن تهديدات إيران ليست السبب في تأجيل إعلان الاتحاد بل إن بعد هذا الموضوع وتفاصيله الدقيقة هو سبب التأجيل، والتهديد في هذا الشأن غير مقبول ومرفوض من قريب أو بعيد، وفي حال اتحاد السعودية والبحرين أو دول الخليج فهذا يخصها ولا يخص إيران». وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أن إيران إذا كانت تتطلع إلى علاقات وثيقة مع دول الخليج فيجب عليها حل موضوع الجزر الإماراتية، مضيفاً: «هناك سياسة إماراتية حكيمة للابتعاد عن الحل العسكري لهذه المشكلة، ودول الخليج معها في هذا الأمر». وذكر الفيصل «أن دول الخليج تترك المجال لإيران بأن تتحد مع من تشاء ولن نعيد أو نتدخل باتحادها أياً كان، ونأمل بأن تبادل إيران دول الخليج حسن الجوار». وأكد الفيصل في شأن التهديدات الإيرانية في شأن الاتحاد بين السعودية والبحرين مرفوضة وغير مقبولة، مضيفاً: «إيران تهديدها واضح وليس لها أي دخل في العلاقة بين البلدين، وفي الوقت نفسه لا نعيق اتحاد إيران مع من تشاء». فيما جاء في بيان لمؤتمر القمة 32 في الرياض مطلع هذه السنة محور يتعلق بالعلاقات مع إيران جاء فيه: «أعرب المجلس الأعلى عن بالغ القلق لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، ومحاولة بث الفرقة، وإثارة الفتنة الطائفية بين مواطنيها في انتهاك لسيادتها واستقلالها». وطالب المجلس الأعلى إيران بالكف عن هذه السياسات والممارسات، والالتزام التام بمبادئ حسن الجوار، والاحترام المتبادل، والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية والحوار المباشر، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، بما يكفل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة». وفي موضوع الملف النووي الإيراني فقد ذكر البيان أنه: «تابع المجلس الأعلى مستجدات الملف النووي الإيراني بقلق بالغ مؤكداً على أهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مجدداً التأكيد على مواقفه الثابتة بشأن أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج العربي منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، منوهاً في الوقت ذاته بالجهود الدولية لحل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية».