أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن قادة دول المجلس وافقوا على «أن يقوم المجلس الوزاري باستكمال دراسة ما ورد في تقرير الهيئة المتخصصة المشكّل لمتابعة قرار الاتحاد، وفقاً لذلك وبمشاركة رئيس الهيئة، والرفع بما يتم التوصل إليه من توصيات إلى قمة للمجلس الأعلى تعقد في الرياض»، فيما شدد على أن التهديدات الإيرانية للبحرين في حال الاتحاد مع السعودية «مرفوضة وغير مقبولة». وقال الفيصل خلال المؤتمر الصحافي: «إن فكرة الاتحاد عُرضت على كل دول المجلس، وتم النظر به بشكل شمولي، وما رفعته الهيئة المتخصصة في هذا الشأن تناولت أدق التفاصيل، لكن المشكلة في أخطاء تقديرية وقعت أثناء تناول الموضوع بحيث أنها لم تبحث تفاصيل التفاصيل، وبالتالي تركت تنظيمها مفتوحاً للفهم المختلف بين الأعضاء، وهذا الأمر هو أكثر ما يهدد أي اتحاد». وأشار الفيصل إلى «ضرورة المشي في طريق معروف، بحيث يمكّن الجميع من الفهم المشترك في كل خطواته، وقرر أن يعرض على لجنة المؤتمر الاستثنائي، وهي لجنة مكونة من وزراء الخارجية لدول المجلس ورئيس هيئة الاتحاد، مشيراً إلى أن هذا الأمر جعل الموضوع يأخذ بُعداً أكثر من اختيار من سينضم إلى مجلس الاتحاد، وإن كان الهدف هو انضمام جميع أعضاء المجلس إليه». وحول تحذيرات إيران لدول الخليج من إعلان مثل هذا الاتحاد، ولا سيما بين السعودية والبحرين، أكد الفيصل «أن تهديدات إيران ليست السبب في تأجيل إعلان الاتحاد، بل إن بُعد هذا الموضوع وتفاصيله الدقيقة هما سبب التأجيل، والتهديد في هذا الشأن غير مقبول ومرفوض من قريب أو بعيد، وفي حال اتحاد السعودية والبحرين أو دول الخليج فهذا يخصها ولا يخص إيران». وأكد أن إيران إذا كانت تتطلع إلى علاقات وثيقة مع دول الخليج فيجب عليها حل موضوع الجزر الإماراتية، مضيفاً: «هناك سياسة إماراتية حكيمة للابتعاد عن الحل العسكري لهذه المشكلة، ودول الخليج معها في هذا الأمر». وذكر الفيصل «أن دول الخليج تترك المجال لإيران بأن تتحد مع من تشاء، ولن نعيد أو نتدخل باتحادها أياً كان، ونأمل بأن تبادل إيران دول الخليج حسن الجوار». وقال إنه «لم تكن هناك خطوة لأن تأخذ السعودية والبحرين خطوة إلى الاتحاد، مع أن الدولتين بينهما علاقات وثيقة، ونحن نريد العلاقة الدائمة مع كل الدول الخليجية الست، وهذا ما يشغل بال القادة، ولن تكون هناك مشكلة بين البحرين أو دول الخليج، ونتمنى أن دول الخليج الست تتحد مع بعضها في القمة المقبلة». وحول الجوانب الاقتصادية المتفق عليها سابقاً في الشأن الخليجي ومدى اتفاق دول الخليج عليها ذكر الفيصل أن الجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية تبحثها لجان خاصة في كل جانب من التعاون، والمسؤولون لا يستطيعون أن يجتمعوا إلا لبضع ساعات في العام، ولا يمكنهم متابعة التفاصيل على أهميتها بالشكل المطلوب والمتفق عليه، وليس لديهم الوقت الكافي لدراسة الملفات كافة التي تلبّي طموحات الأطراف المعنية في أعضاء المجلس. وأشار الفيصل إلى أن الاتحاد سيُنشَأ من أجل حل جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية بين دول المجلس وهيئات مجلس الاتحاد ستكون متفرقة وتعمل ليلاً نهاراً لحل المشكلات القائمة في الجوانب الاقتصادية وغيرها من الجوانب، وستكون مستمرة في النظر في القضايا إلى أن تجد الحلول.