أكد شقيق المتوفى المشتبه إصابته بفايروس «إيبولا» عبدالعزيز الزهراني ل«الحياة» أنه تم غسل شقيقه إبراهيم من طاقم متخصص في مستشفى الملك فهد، وتم دفنه في مقبرة «بريمان» من طريق فريق متخصص مكون من الشؤون الصحية والأمانة، في الوقت الذي منع فيه أهله وأقاربه من المشاركة في غسله، أو دفنه خوفاً من انتقال الفايروس لهم. وقال: «إننا قمنا بالصلاة عليه صلاة الغائب في جامع الثنيان بعد صلاة الظهر، وبدأنا استقبال المعزين بعد صلاة العصر في منزل المتوفى الكائن في حي السامر بجدة»، مشيراً إلى سلامة ابن أخيه الذي كان يرافق المريض خلال رحلته إلى «سيراليون» من أي أعراض. من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم أمانة محافظة جدة محمد البقمي ل«الحياة» أنه لا توجد مقابر متخصصة لدفن المتوفين جراء الفايروسات والأمراض الوبائية، مبيناً وجود ثلاث مقابر في محافظة جدة مخصصة ل «اللحد»، وهي مقبرة بريمان والقرينية والصالحية، موضحاً أنه تم تخصص أجزاء من هذه المقابر لدفن الحالات الوبائية، وعادة ما يكون الدفن فيها على طريقة «اللحد»، وهي القبور التي لا يتم نبشها مرة أخرى. وبيّن أن عملية الدفن تتم بإجراءات احترازية مثل، لبس الكمامات والقفازات والمريول الواقي لمنع انتقال العدوى من الميت إلى الفريق القائم على الدفن، مشيراً إلى أن هذا الجزء من المقبرة لا يسمح بزيارته أو الوقوف عليه من أي شخص، كنوع من الإجراءات الوقائية. بدوره، أكد أستاذ مكافحة العدوى المساعد في كلية الطب بجامعة الباحة واستشاري الأمراض المعدية الدكتور محمد حلواني ل «الحياة» أنه ليس بالضرورة تشييد مقابر خاصة للمتوفين جراء الفايروسات الوبائية والمعدية، بل يجب تخصيص جزء معين من المقبرة لدفن هذه الحالات بطريقة «اللحد»، بحيث لا يتم نبش القبر واستخدامه مرة أخرى، إضافة إلى ضرورة فرش القبر بمادة «الجير»، إذ إن هذه المادة تقوم بالقضاء على ما تبقى من الفايروس بعد تحلل الجثة، مبيناً أنها تستخدم للوقاية في شكل أكبر في حال تم نبش القبر بطريق الخطأ. ويرى أنه لا توجد حاجة لتخصيص مستشفى كامل لاستقبال الحالات المصابة بفايروسات وبائية معدية، إذ إن وحدات العزل الموجودة داخل المستشفيات تعتبر كافية في حال كانت مجهزة بالشكل المطلوب وباشتراطات العزل المتعارف عليها دولياً. وأفاد بأن طريقة العزل المتبعة مع فايروس «كورونا» تختلف عن تلك المستخدمة مع فايروس «إيبولا»، بحيث إن الأول ينتقل من طريق الهواء وبالتالي فإنه بحاجة إلى غرف عزل مجهزة ب «الضغط السلبي»، بينما الطريقة الأساسية لانتقال فايروس «إيبولا» هي التلامس مع المريض الذي يحوي جسده من الخارج الفايروس، أو التلامس مع أي من مستلزمات المريض الشخصية من ملابس وغيرها، أو الطبية من سماعات وأجهزة قياس للضغط، إضافة إلى الكراسي والطاولات الموجودة في غرفة المريض بعد ظهور الأعراض. ولفت حلواني إلى أن بعض المستلزمات الطبية مثل السماعة الطبية وجهاز الضغط الخاصة بحالات الأمراض الفايروسية، أو البكتيرية، مثل «إيبولا» و«كورونا» يمكن أن تتم إعادة تعقيمها، وتطهيرها، بحيث يمكن استخدامها مرة أخرى، أما البروتينات المسببة ل «جنون البقر» فهي الوحيدة التي لا يمكن تعقيم أو تطهير أي شيء بعد المصاب بها ويتطلب التخلص منها نهائياً. وأضاف: «عملية الإتلاف تستخدم في حال وجود بقع كبيرة من الدم على الأغطية الخاصة بسرير المصاب بفايروس «إيبولا»، إضافة إلى مستلزمات المصاب وملابسه الشخصية التي تم استخدامها بعد ظهور أعراض المرض عليه، بحيث يتم أخذ جميع هذه المستلزمات والأغطية وتسليمها للمستشفى ليتم وضعها ضمن النفايات الطبية التي تقوم شركات متخصصة بإتلافها بطريقة معينة. تحذير من السفر إلى البلدان الموبوءة ب«الفايروس» أكدت وزارة الصحة عدم وجود أية حالة جديدة يشتبه إصابتها بفايروس «إيبولا» في محافظة جدة. وأوضحت الوزارة رداً على ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام عن تسجيل حالة اشتباه ثانية بفايروس «إيبولا» بمحافظة جدة في بيان صحافي أمس: «انطلاقاً من حرصها على الشفافية في التواصل مع الجميع فإنها تؤكد عدم وجود أية حالة جديدة يشتبه إصابتها بفايروس إيبولا». وشددت على التزامها بإخبار المجتمع بكل ما يستجد حول أي من الأمراض المعدية وتثقيف الجميع بأساليب الوقاية اللازمة بحسب أفضل الممارسات الصحية الدولية. من جهة أخرى، نصحت وزارة الصحة المواطنين والمقيمين في السعودية بعدم السفر إلى ليبيريا، وسيراليون، وغينيا حتى إشعار آخر، بسبب تفشي الإصابة بفايروس «إيبولا» في تلك الدول. ولفتت «الوزارة» في بيانها إلى أن هذا الإعلان أتى في أعقاب الخطوة الاحترازية التي اتخذتها السعودية منذ نيسان (أبريل) الماضي بالتوقف عن إصدار تأشيرات العمرة والحج لهذه الدول خلال عام 2014، إضافة إلى تواصل الوزارة ومراقبة الوضع في تلك الدول الموبوءة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، مبينة أنها ستقوم بمراجعة هذا التنويه في حال تغيرت الظروف الصحية في تلك الدول.