استنفرت وزارة الصحة أخيراً، للتصدي لفايروس «إيبولا»، عقب اشتباه بإصابة مواطن في محافظة جدة بالمرض، بعد رجوعه من رحلة عمل إلى «سيراليون» خلال شهر رمضان الماضي. وتحركت الوزارة لاتخاذ تدابير احترازية لمنع تسلل المرض إلى البلاد، خصوصاً مع اقتراب موسم الحج. وكشف وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور عبدالله عسيري ل «الحياة» أنه تم إرسال العينات الخاصة بالحالة التي تم الاشتباه بإصابتها بفايروس «إيبولا» إلى مركز مراقبة الأمراض الأميركي، ومختبر آخر في ألمانيا، مشدداً على أن منظمة الصحة العالمية توصي بأن لا يتم فحص العينات المشتبه إصابتها بفايروس «إيبولا» إلا في مختبرات معينة في العالم، نظراً إلى شدة خطورته على العاملين في المختبرات وإمكان انتقاله لهم، على أن تتم عملية النقل تحت إجراءات مشددة، إذ يتم نقل العينات من طريق شركات متخصصة في نقل العينات البيولوجية. وأفاد بأنه تم تعيين فريق استشاري متخصص لجميع الأمراض المعدية للإشراف على الحالة، مؤكداً أن الحالة لا تزال في مرحلة الاشتباه ولم تتأكد الإصابة. وقال: «إنه تم استدعاء جميع المخالطين للمصاب سواء من أفراد عائلته أو من الطاقم الطبي المشرف عليه، إذ أخذت منهم عينات للفحص والتأكد من سلامتهم». وعن آلية العزل لأية حالة يشتبه إصابتها بفايروس «إيبولا»، أكد أنه شبيهة بطريقة العزل المستخدمة مع فايروس «كورونا»، إذ يتم العزل في غرفة «ضغط سلبي» مفردة، مشدداً على ضرورة أن يراعي المخالطون للمريض من الطاقم الطبي ارتداء الكمامات، والمريول عالي الكفاءة مع التشديد على طريقة التعامل مع إفرازات الجسم، والتي تحتاج إلى ملابس وقائية خاصة. وأشار إلى وجود خطة وبرامج توعية خاصة تنفذها الوزارة داخل مستشفياتها للتركيز على توعية الممارسين الصحيين بكيفية التعامل مع فايروس «إيبولا»، إذ إن نسبة وجود المرض بين أفراد المجتمع هي احتمال ضئيل جداً، مشدداً على أن جميع الحالات المتوقعة ستكون لها علاقة بالسفر إلى الدول الموبوءة. من جهة أخرى، أوضحت وزارة الصحة في بيان صحافي أمس، أن الاختبارات الأولية التي أجريت في مختبر متخصص أكدت عدم إصابة المريض بحمى الضنك، الأمر الذي يستلزم إجراء مجموعة إضافية من الاختبارات للكشف عن إمكان الإصابة بأي من الفايروسات النزفية كالحمى الصفراء والخمرة لما لهما من أعراض مشابهة. وبينت «الوزارة» أنها أرسلت عينات الدم الخاصة بالمريض إلى مختبر دولي معتمد بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية للكشف عن الإصابة بفايروس «إيبولا»، كاشفة عن وجود عدد محدود جداً من المعامل الدولية المعتمدة للقيام بهذه النوعية من الاختبارات على مستوى العالم. وقالت «الوزارة»: «إن حالة المصاب حرجة، إذ تم نقله بحسب المعايير العالمية إلى مستشفى متخصص تابع لوزارة الصحة في مدينة جدة وذلك ليتم عزله في ظروف مناسبة، كون المستشفى يضم وحدات العزل اللازمة للتعامل مع الحالات المرضية المشابهة». وأكدت أنه تم الكشف عن الحالة المشتبه بها من نظام المراقبة التابع لمركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة والذي يتضمن آليات للرصد والإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه بها من المرافق الطبية في المملكة. وأضافت: «المملكة ومنذ شهر نيسان (أبريل) الماضي كانت اتخذت خطوة استباقية وذلك بالتوقف عن إصدار تأشيرات العمرة والحج للمسافرين من ثلاث دول أفريقية هي سيراليون، وليبيريا، وغينيا بسبب تفشي فايروس «إيبولا» في تلك الدول»، موضحة أنها تقوم من جهتها بإشعار وتعريف منسوبيها في مطارات وموانئ المملكة بمعايير التحكم في العدوى وكيفية التعامل مع هذه الحالات. بدوره، أكد استشاري الأمراض المعدية ورئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور محمد الغامدي ل «الحياة» أن فايروس «إيبولا» يعتبر نوعاً من أنواع الحمى النزفية، ونسبة الوفيات جراء هذا الفايروس تراوح ما بين 50 و 90 في المئة، مؤكداً أن طرق العدوى تعتمد في شكل أساسي على المخالطة والاتصال مع المريض، إضافة إلى التعامل مع سوائل الجسم المختلفة، من عرق ولعاب واتصال جنسي ونقل للدم. وبيّن أن فترة حضانة الفايروس تراوح ما بين ثلاثة أيام وأسبوعين تقريباً، وتتمثل أعراض المرض في الصداع وارتفاع درجات الحرارة وإسهال ونزيف داخلي وخارجي في الجسم.