لوحت أمانة جدة بفرض غرامات مالية على المقاولين المتأخرين كافة في تنفيذ المشاريع الحكومية وغير الملتزمين بالمواصفات الفنية للمشاريع المتفق على إنجازها في الشوارع كافة التي تشهد عمليات صيانة وإعادة ترميم وعمليات توسعة، إضافة إلى تحميلهم كلفة إعادة إصلاح العيوب والخلل الفني الذي تسببوا به حسب الأنظمة المحددة في هذا الشأن. وأكدت أمانة جدة عدم وجود ضعف في أداء المهندسين المشرفين على المشاريع الحكومية التابعة للأمانة. وأوضح مصدر في إدارة متابعة المشاريع في أمانة جدة ل «الحياة» أن العقوبات المفروضة على المقاولين المتقاعسين حددت بغرامات مالية بناء على التجاوزات المرصودة، إضافة إلى منعهم من التقدم على المنافسات المستقبلية للمشاريع. وقال المصدر إن ذلك لا يعني أن المقاولين الحاليين الذين تعاقدت معهم الأمانة لتنفيذ مشاريع مختلفة هم مخالفون لكن الجميع يخضع للنظام الذي يطبق بشكل حازم ودون تهاون على أي متجاوزين يتم الرفع عنهم. ويأتي إعلان الأمانة رداً على وصف خبراء في مشاريع المدن مهندسي الأمانة بالضعف في مراقبة «الإنجاز» في المشاريع الحكومية، وخصوصاً في ما يتعلق بإعادة ترميم الشوارع والتقاطعات الحيوية في المحافظة.وأكد مستشار هندسي لعدد من شركات المقاولات المهندس مرسي القايدي ل «الحياة» أن نظام المناقصات الحكومية واعتماد الترسية على الأقل سعراً دائماً في ترسية المشاريع الحكومية تسبب في كارثة فنية عميقة تمثلت في رداءة الإنجاز وضعف مواصفات المشاريع المنجزة من خلال مقاولي المشاريع الحكومية من الشركات والمقاولين المحليين. وقال المهندس القايدي إن المسألة لا تخلو من خلل «وإلا كيف نفسر تسلم مقاول لمشروع سفلتة على سبيل المثال وعند انتهائه من أعمال السفلتة والرصف يشهد الشارع ذاته هبوطات وعيوباً لا يمكن تجاهلها، بل وتستمر الحال وكأن المقاول أنجز المشروع على أعلى المواصفات الفنية». ودعا الأمانة إلى وضع قائمة سوداء تضم أسماء المقاولين غير الملتزمين، مطالباً بالتشهير بأسمائهم حتى تبرئ ساحتها من اتهامات المواطنين لها بالتقاعس والتجاهل. واتهم مواطنون الأمانة بأنها لا تعاقب المقاولين غير الملتزمين بالمواصفات الفنية للمشاريع ما جعل عمليات السفلتة في كثير من تلك المشاريع توصف ب «الرديئة». ويقول المواطن علي بن سفر المليفي من أهالي جدة، إنه لا يتوقع من الأمانة التعامل بشكل أكثر حزماً مع المقاولين المتقاعسين في أداء مهماتهم وفق المواصفات الفنية المطلوبة. وأضاف «حتى التحويلات المنفذة للطرق في حال تنفيذ مشروع في موقع ما، تشعر بأن دور الأمانة في تحديدها غائب، إذ يحدد العاملون لدى المقاول التحويلات وفق أهوائهم ودون دراية أو توافر معلومات عن الحي وعدد سكانه». فيما وصف المواطن سامي مزروق من سكان جدة، أغلب المشاريع المنفذة في المحافظة ب «الرديئة» جراء غش المقاولين.