تزف الأحساء بعد شهر أكثر من 1034 عريساً وعروساً، ضمن أكبر تظاهرة كرنفالية في المنطقة، حيث تتزين 17 مدينة وقرية ضمن حفلات الزواج الجماعي التي باتت ظاهرة تتكرر كل عام منذ أكثر من 19 عاماً، وتحل الأحساء في المرتبة الأولى على مستوى المملكة والخليج، في أعداد المتزوجين من خلال حفلات الزواج الجماعي التي تُقام سنوياً، حتى تحولت من مجرد مهرجانات للزواج إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية وحتى تراثية. وتحل بلدة الشعبة وكعادتها في المركز الأول في أعداد المتزوجين والمتزوجات حيث تزف هذا العام 166 عريساً وعروساً، والحليلة 156، ثم الرميلة 100، ومدينة العمران 90، والبطالية 80، والمنيزلة 60، بينما تزف الدالوة 50 والقارة 50 وأيضا المنصورة 50، والمركز 40، والجفر 36 والطرف 34، ويزف تعاوني البطالية 34، وبلدة الفضول 32 والجرن 30، بينما ستكتفي بلدة الساباط ب 14 فقط، والجبيل 12 عريساً وعروساً. وأوضح رئيس اللجنة السداسية للزواج الجماعي في الأحساء عبدالله المشعل أن «مهرجان بلدة التويثير توقف هذا العام، وانضم بعض أبنائه لمهرجان مدينة العمران»، مضيفاً «رسوم المهرجانات تتراوح ما بين 4500 ريال، وتصل في بعض المهرجانات إلى 9000 ريال للفرد، وتتراوح مصروفات المهرجانات بين 250 إلى 380 ألف ريال، وتجاوز عدد المتطوعين المسجلين 600 شخص، والتسجيل مستمر وفي تزايد، بما فيهم جميع إدارات المهرجانات التي لا تتقاضى أي مبلغ». وقال: «تُعد هذه المهرجانات منبراً حقيقياً للعمل التطوعي، وهذه الإحصاءات دليل واضح على ما تشير إليه، وكثير من المتطوعين العاملين هم من أصحاب الشهادات والمناصب العليا، ومنهم طلاب الجامعات والكليات والمدارس، وأبناء المجتمع العاديين، وهو ما يبرز الهدف السامي لهذه التظاهرة الاجتماعية الكبيرة». وأعاد المشعل مطالبة لجنته المتكررة بأن تتحول إلى جمعية حقيقية رسمية، تكون مرجعاً للزواج الجماعية في المنطقة، وقال: «رفعنا خطابات لوزارة الشؤون الاجتماعية بخصوص هذه الجمعية، إلا أن الردود لم تكن بمقدار الطموح، فالوزارة تلزمنا بأن ننضم تحت مظلة جمعية رسمية قائمة، ونحن ننشد أن تكون لنا جمعيتنا المستقلة التي ستعطي ثماراً أكبر من خلال استقلاليتنا، فنحن مختصون في جانب معين، لذلك الجمعية ستكون مختصة في شأنها، ونحن نعد وفداً الآن ليقابل وزير الشؤون الاجتماعية أو وكيله لتباحث الموضوع من جديد». وقال المشعل «إن تاريخ عملنا في الزواج الجماعي حيث كانت الأحساء ولا تزال الأولى في هذا المجال، وهذا الزواج يخدم عائلات وأسراً كثيرة جداً، ويعد عملاً اجتماعياً ووطنياً مهماً، ومتى ما تحقق الحلم في أن تتحول اللجنة السداسية إلى جمعية مستقلة، سيكون العمل على تطوير هذه المهرجانات من أولوياتها». وتقوم اللجان المنظمة للزواج الجماعي في الأحساء على عقد دورات اجتماعية وتربوية متخصصة، يُجبَر الملتحقون فيها من المتزوجين على حضورها، وتمنح شهادة في إعداد المتزوجين، إلى جانب زيادة مهارة التعامل مع المشكلات الزوجية، والعمل على التثقيف الديني والصحي أيضاً، وتخصص اللجنة أيضاً خطاً هاتفياً ساخناً للرد على استفسارات الطرفين، والرد يكون من متخصصين متطوعين في هذا المجال. وتعد الجمعية الحلم في حال إقرارها من وزارة الخدمة الاجتماعية واحدة من مراكز الاستشارة الأسرية المتخصصة والدائمة، والتي بموجب عملها يمكن أن تقلل من حالات الاضطراب الأسري التي تنتهي بالعنف أو الطلاق وحتى التشتت، وستعمل على تنظيم المهرجانات وتحديد مهامها، مع المحافظة على استمرارها، بهدف التسهيل على الراغبين في الزواج، وتقليل تكاليف زواجهم وتذليل الصعاب أمامهم، وتسعى الجمعية لمشاركة القطاعين الحكومي والخاص، والأخير يمكن أن يلعب دور الشريك وبقوة من خلال الدعم.