انطلقت عصر أمس (الخميس) اختبارات الفصل الدراسي الثاني، لطلاب نظام «التعليم عن بُعد» في جامعة الملك فيصل، والتي تستمر نحو أسبوعين، في عدد من المراكز التي حددتها الجامعة في مختلف مناطق المملكة. وترافق انطلاق الاختبارات «موجة اعتراضات» أطلقها عدد «كبير» من الطلاب، الذين احتجوا على إغلاق أحد البرامج الإلكترونية، الذي كان يمكّنهم من «حل الواجبات وإكمال مشاركتنا في منتديات الحوار الخاصة بالجامعة» بحسب قولهم. وتصاعدت الاحتجاجات بين الطلبة بسبب «المشكلات التقنية»، وخطوة الجامعة بإغلاق تطبيق النظام الافتراضي «vls»، وهو التطبيق البديل عن «البلاك بورد»، الذي أنشأته الجامعة بهدف تخفيف الضغط على الموقع. ولكن الجامعة قامت بإيقافه قبل يومين، من دون إشعار مُسبق للطلاب، معللة الإيقاف ب «رصد درجات المشاركة للطلاب»، داعية إياهم إلى «الدخول على برنامج «البلاك بورد»، لتنزيل المحاضرات، وحل بقية الواجبات قبل الإعلان عن إيقافه رسمياً». وهو ما دفع طلاب إلى تقديم شكاوى «رسمية» إلى وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، عبر صفحة التواصل في موقع وزارته. فيما شكا طلاب آخرون، من «عدم تجاوب موظفي الجامعة عبر الأرقام المحددة للتواصل، أثناء محاولتنا إيجاد حل لهذه المشكلة». واستعرضت مجموعة كبيرة من الطلاب «معاناتهم»، من مشكلات النظام المتكررة في منتديات النقاش التابعة للجامعة، وأوضحوا أنهم يعانون من «صعوبة في التعامل مع نظام البلاك بورد»، وصبّوا جام غضبهم على عمادة التعليم عن بُعد. وتساءل الطلاب عن «الأسباب التي دفعت الجامعة إلى إغلاق تطبيق النظام الافتراضي، من دون إشعار مُسبق، خصوصاً أن هذا النظام تم تدشينه لتخفيف الضغط على نظام «البلاك بورد». ونجهل أسباب إيقافه من دون إشعار مُسبق». وقالوا: «إن المشكلات التي كنا نعاني منها منذ تدشين نظام «التعليم عن بُعد»، قبل نحو ثلاث سنوات، تتكرر مرة أخرى في لحظات عصيبة، وربما تحرمنا من إنزال المحاضرات، وأداء الواجبات، والحصول على درجات المشاركات، التي يبلغ مجموعها 30 درجة». وقال الطالب عبد الرحمن الدوسري: «إن استمرار هذه الأعطال قد تتسبب في خسارتنا لعدد من الدرجات، إضافة إلى إضاعة فرص النجاح»، مشيراً إلى عدم تعاون موظفي الجامعة، «من خلال الرد على اتصالاتنا، أو من خلال بعض الإجابات التي لا تتضمن حلولاً واقعية لهذه المشكلة». فيما أشار زميله عبد الملك السليمي، إلى أن معظم الطلاب «يعاونون من بطئ شديد وعائق ومؤثر، بسبب هذا النظام المتهالك»، مضيفاً «نمكث ساعات طويلة لمتابعة محاضرة واحدة، وتتشتت أذهاننا وعقولنا ونحن نقوم بتحديث الصفحة بصورة متكررة»، وأردف أن «وقتنا يذهب في انتظار الحصول على محاضرة واحدة. فما بال من يحاول إنزال 14 محاضرة، ويهيئ لها وقته الثمين، بالتنسيق بين عمله الأصلي (غالبية طلاب التعليم عن بُعد موظفون، يكملون دراستهم الجامعية)، ووقت المذاكرة»، وتساءل: «كيف للطالب أن يحقق النجاح في ظل هذه الظروف القاهرة الغالبة، التي لا حول لنا ولا قوة فيها. ولا نجد غير الاستسلام وجلب مدرسين خصوصيين، بمبالغ خيالية».