أ ف ب - أعلن الرئيس السوداني عمر البشير الخميس أن الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي لا يستطيعان أن يفرضا على السودان «ما لا يريده»، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو الخرطوم ودولة جنوب السودان إلى وقف المعارك تحت طائلة فرض عقوبات. وقال البشير أمام عمال وزارة النفط السودانية في الخرطوم أمس: «بالنسبة إلى القرارات سننفذ ما نريده. وما لا نريده لا مجلس الأمن (الدولي) ولا مجلس الأمن والسلم الافريقي سيجعلنا ننفذه». وكان الرئيس السوداني يتحدث إلى حوالى ألف شخص من العاملين في صناعة النفط السودانية خلال احتفال بتحرير حقل هجليج النفطي بعدما احتلته قوات جنوب السودان في 10 نيسان (ابريل) واستعادته قوات الخرطوم بعد عشرة أيام على ذلك. وقال البشير في خطابه أمس إن «حكومة الجنوب تقول إنها تريد تغيير النظام في الخرطوم». وأضاف: «إذا أرادوا تغيير النظام في الخرطوم فسنعمل على تغيير النظام في جوبا واذا أرادوا دعم متمردين سندعم متمردين. العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم». وكان البشير وصف حكومة جنوب السودان من قبل بأنها «حشرة تجب ابادتها». ويؤكد قرار مجلس الأمن ضرورة عودة الخرطوموجوبا إلى التفاوض الاربعاء المقبل بوساطة من الاتحاد الافريقي يقودها رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي، من دون أي شروط مسبقة لحل القضايا العالقة بينهما خلال ثلاثة أشهر. وتتمثل القضايا الخلافية في رسوم عبور نفط جنوب السودان الى السودان اضافة للمناطق الحدودية المختلف عليها ووضع مواطني كل دولة المقيمين في الدولة الأخرى والخلاف حول منطقة أبيي. وجاء حديث البشير أمس بعد يوم واحد من تجدد القتال على حدود الدولتين. وأعلن الجيش السوداني استعادة منطقتين حدوديتين من قوات جنوب السودان بينما اتهم جنوب السودان طيران الخرطوم بقصف مناطق على حدود الدولتين. وكان السودان وجنوب السودان أكدا سعيهما إلى السلام بعدما أصدر مجلس الأمن في الثاني من أيار (مايو) قراراً يحمل الرقم 2046 وينص على وقف المعارك تحت طائلة التعرض لعقوبات. وطالب القرار السودان وجنوب السودان بوقف اطلاق النار والأعمال العدائية على حدودهما وحل القضايا العالقة بينهما بعد انفصال جنوب السودان بموجب اتفاق سلام 2005 انهى الحرب الاهلية بين الطرفين التي استمرت من 1983 الى 2005. وكان السودان أعلن رسمياً التزامه تطبيق القرار لكنه حذّر من حصول «بعض الصعوبات». ووجهت وزارة الخارجية السودانية رسالة إلى الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي لتثبت خطياً التزامها خطة الخروج من الأزمة التي اطلقها الاتحاد الافريقي وصادقت عليها الاممالمتحدة. وأعلن الجيش السوداني أمس استعادته لمنطقتين حدوديتين متنازع عليهما كانت قوات جنوب السودان سيطرت عليهما مطلع الشهر، هما كفن دبي وكافي كنجي داخل الحدود السودانية، على حد قوله. لكن الخارجية السودانية قالت السبت انهما منطقتان مختلف على تبعيتهما. وكان السودان اتهم الجنوب باحتلال المناطق المختلف عليها. وقال «اذا لم ينسحبوا منها فسيجبرون على ذلك». من جهة أخرى، قال جيش جنوب السودان إن «هذه الحادثة تؤكد حدوث خرق لوقف العدائيات الذي طالب به قرار مجلس الأمن بعد سريانه». واتهم جنوب السودان الخرطوم بقصف عدد من مناطقه بالطائرات على طول الحدود بين الدولتين.