اندلعت أمس اشتباكات بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في جنوبدمشق وقصف الطيران الحربي حي جوبر شرق دمشق، في وقت تقدم مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في محيط «اللواء 93» في شمال شرقي البلاد واعتقلوا مسلحين من عشيرة انتفضت ضد «داعش» في دير الزور بالتزامن مع «مبايعة» عشيرة أخرى ل «خلافة» التنظيم. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «نفذ الطيران الحربي غارات على مناطق في حي جوبر شرق دمشق، في وقت شهدت منطقة كورنيش الميدان وسط العاصمة انتشاراً لعناصر قوات النظام بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام و(قوات) الدفاع الوطني من طرف، ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف آخر في منطقة التضامن وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأفاد «المرصد» أن اشتباكات دارت أمس «بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في جرود عرسال على الحدود السورية - اللبنانية في منطقة القلمون». وفي جنوب غربي العاصمة، قال «المرصد» إن قوات النظام قصفت مخيم خان الشيح، بالتزامن شن الطيران ثماني غارات على المليحة في الغوطة الشرقية حيث دارت اشتباكات «من جهة بلدة جسرين وجهات أخرى»، مفيداً ب «مقتل عنصر من حزب الله اللبناني في اشتباكات مع الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة في ريف دمشق». وكان «المرصد» أشار إلى مقتل 16 وإصابة 79 بقصف على أحياء في دمشق. وأضاف أن «عدد الشهداء الذين قضوا جراء إطلاق اتحاد إسلامي أمس (الثلثاء) لعشرات القذائف على أحياء ومناطق في العاصمة دمشق ارتفع إلى 16 على الأقل بينهم ما لا يقل عن طفلين ومواطنة. وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب إصابة عشرات المواطنين بينهم أطفال بجروح بعضهم حالته خطرة» في إطلاق القذائف التي طاولت عدداً كبيراً من أحياء العاصمة بينها المزة وأبو رمانة (وسط). وأطلق مقاتلون معارضون متمركزون حول دمشق مراراً صواريخ وقذائف هاون على مقرات النظام في دمشق نقطة ارتكاز نظام الرئيس بشار الأسد، في وقت يشن الطيران الحربي السوري باستمرار غارات جوية على أطراف العاصمة، حيث أصيب 64 مدنياً على الأقل في قصف جوي استهدف مدينتي دوما وكفربكنا في الغوطة الشرقيةلدمشق، أحد أبرز معاقل المسلحين في محيط العاصمة، والتي تحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من عام. وبين دمشق والأردن، قال «المرصد» إن الطيران المروحي ألقى «براميل متفجرة على مناطق في بلدة عتمان في درعا ومنطقة الحرش في الجهة الشمالية لبلدة تسيل الواقعة في غرب تل الجموع، ومناطق أخرى في مدينة نوى من دون معلومات عن إصابات، بالتزامن مع قصف قوات النظام لمناطق في بلدتي عتمان وبصر الحرير من دون معلومات عن خسائر بشرية إلى اللحظة». في وسط البلاد، تعرضت أماكن في منطقة عقرب لقصف جوي، بحسب «المرصد» وأفاد ب «مقتل عنصرين من قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام، خلال اشتباكات مع الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية في ريف حماة. كما نفذ الطيران الحربي غارات على أماكن في منطقة الزوار في الريف الشمالي لحماة». وأشار «المرصد» إلى أنه «ارتفع إلى 5 عدد الشهداء الذين قضوا في محافظة حمص، هم رجلان ومواطنة من عائلة واحدة استشهدوا جراء قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين لأماكن في قرية عز الدين، وسيدة استشهدت جراء إصابتها برصاص قناص في ريف حمص الشمالي، ورجل من بلدة مهين استشهد تحت التعذيب في سجون قوات النظام». في شمال البلاد، ألقى الطيران المروحي «براميل متفجرة» على مناطق في حيي باب الحديد وكرم حومد في حلب القديمة، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى مقتل «رجل في حي كرم حومد ومعلومات عن شهداء آخرين وسقوط عدد من الجرحى»، في وقت دارت «اشتباكات بين لواء جبهة الأكراد ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة اخترين وسط قصف من قبل قوات النظام أماكن في المنطقة من دون معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن». وشن الطيران غارتين على مناطق في شرق مدينة معرة النعمان في ريف ادلب في شمال غربي البلاد، بينما دارت عند منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء «اشتباكات بين الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف في محيط بلدة الفوعة التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، بالتزامن مع قصف لقوات النظام على مناطق في مدينة بنّش» المجاورة. في شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات بين عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف، وقوات النظام من طرف آخر، في محيط «اللواء 93» في منطقة عين عيسى وسط قصف متبادل بين الطرفين. وقال نشطاء معارضون إن مقاتلي «داعش» سيطروا على مواقع مطلة على «اللواء 93» الذي لجأ إليه عشرات من عناصر النظام الفارين من مقر «الفرقة 17» بعد سيطرة «داعش» عليها. وقصف الطيران مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة. كما شن غارات قرب مراكز «داعش» في منطقة الجدوع في الريف الغربي لبلدة عين عيسى و «أنباء عن مصرع وجرح عدد من مقاتلي تنظيم الدولة». في دير الزور المجاورة، اعلن «وجهاء وأعيان وأهالي قرية أبو حردوب من عشيرة الشويط» في فيديو أنهم «يبايعون أمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي أمير الدولة الإسلامية (دولة الخلافة)». وأضافوا: «نعلن براءتنا من كل من يقاتل الدولة ولن نؤازره ولن نأويه أو نستتر عليه ونتبرأ مما فعلته عشيرة الشعيطات ضد دولة الخلافة، ونحن على استعداد لتنفيذ كل ما تمليه الدولة علينا الإسلامية بما فيه مصلحة المسلمين والله على ما نقول شهيد». من جهته، قال «المرصد» ان «اشتباكات دارت بين تنظيم الدولة الإسلامية من جهة ومسلحين عشائريين ومقاتلين من جهة أخرى في ريف دير الزور الشرقي». وبث المكتب الإعلامي في الرقة صوراً لمعتقلين من دير الزور، لافتاً إلى أنه قتل «مئة شخص من ضباع الشرقية» في إشارة إلى مسلحي عشيرة الشعيطات التي انتفضت على «داعش» في دير الزور. وقال التنظيم في بيان: «منذ دخول الدولة الإسلامية لولاية الخير (في إشارة إلى دير الزور) والنظامُ النصيري (في إشارة إلى النظام السوري) يقصف مقراتها بشكل يومي، وقد ازدادت كثافة القصف بعد غدْر المرتدين من الشعيطات وغيرها، الذين رفعوا رايات النظام النصيري، وقد ساندهم بطائراته بقصف الإخوة في مناطق الاشتباكات مع المرتدين، وقصْفِ مقراتها فقُتِل خمسة إخوة».