تدب الحياة في الملاعب السعودية مجدداً حين يحتضن ملعب الملك فهد الدولي في العاصمة الرياض اليوم (الخميس) نهائي كأس السوبر الذي يجمع بطل كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال فريق الشباب، وبطل دوري عبداللطيف جميل للمحترفين فريق النصر. وما أن انتهت منافسات الموسم الماضي إلا وبدأت إدارتي الناديين في تجهيز فريقيهما لهذا النهائي وبقية المنافسات المحلية، فتمت تعاقدات عدّة على صعيد تدعيم عناصر الفريقين، فضلاً عن تجهيز الفريقين بإدارة فنية جديدة على رغم أن التونسي عمار السويح الذي حلّ بديلاً عن البرازيلي فيريرا في المنعطف الأخير من منافسات الموسم وقاد «الليث» إلى كأس الملك، استغنت عنه إدارة نادي الشباب، وتعاقدت مع البرتغالي موريس، بينما اختلفت إدارة النصر مع دانيال كارينيو في قيمة عقده الجديد، وهو من أعاد النصر إلى البطولات بتحقيق بطولتي كأس ولي العهد ودوري المحترفين، ليتعاقد مع الإسباني راؤول كانيدا وسط جدل نصراوي. ووضع مسيرو الناديين خطط وبرامج رحلة الاستعداد لمباراة السوبر، تخللها الكثير من الجرعات اللياقية والفنية، ومعكسراً خارجياً، فالشباب بعد تعاقده مع موريس أقام معسكراً إعدادياً في مدينة ميرلو الهولندية بعد أن دعّم صفوفه بالسنغالي مباي دياني، والبرازيلي روجيريو، والأردني طارق خطاب، مع استمرار البرازيلي رافينها إلى جانب استعادة اللاعب عبده عطيف من فريق النصر، واستقطاب مدافع المنتخب السعودي الأولمبي وفريق الكوكب اللاعب سند العميري، ومدافع فريق الهلال عبدالله مبارك الدوسري، فيما استغنى «الليث» عن حارس مرماه البديل حسين الشيعان، ومهاجمه مهند عسيري نجم المباراة النهائية في كأس الملك، ولاعب الوسط صقر عطيف. وخاض الشباب في معسكره الخارجي مباريات ودية، عمد الجهاز الفني من خلالها إلى التأكد من مدى تقبل اللاعبين لنهجه التكتيكي، إذ تعادل مع سيركل بروج البلجيكي بهدف لمثله، وتعادل بهدفين لمثلهما أمام رويال بروكسيل البلجيكي، وتعاجل مع سان ترودين من دون أهداف، وخسر من فريق جينك البلجيكي بهدف من دون رد، وخسر من إيرلكس الميلو بهدفين لهدف. في المقابل، أقام الفريق النصراوي معسكراً إعدادياً في تركيا بعد أن انطلقت تدريباته في وقت باكر، وخاض مباريات ودية عدة أكثر من منافسه الشباب، غير أن النتائج التي حققها الفريق لم تكن مرضية لتطلعات جماهير حصدت بطولتين في الموسم الماضي، فضلاً عن الصورة العالقة في أذهان المتابعين بتعادلات المدرب كانيدا إبان إشرافه على فريق الاتحاد الموسم قبل الماضي، إذ تعادل مع فريق هجر بهدفين لمثلهما، وخسر من الحزم بهدفين من دون رد، وتعادل في مباراتي الكويت الكويتي بهدفين لمثلهما، والعين الإماراتي بهدف لمثله في بطولة العين الدولية، وفاز على النهضة بخمسة أهداف في مقابل هدفين، ومثلها أمام الجيل لكن من دون مقابل، وأخيراً فاز على فريق المجزل بهدفين من دون رد. وأما على صعيد التعاقدات فقد دعّمت الإدارة النصراوية صفوف فريقها بأربعة لاعبين أجانب، إذ استمر المدافع البحريني محمد حسين مع النصر، وتم التعاقد مع البولندي إدريان، والبرازيليين ماركينيوس وهيرناني، إضافة إلى اللاعبين المحليين أحمد الفريدي المنتقل من صفوف الاتحاد، وحارس المرمى حسين شيعان المنتقل من الشباب، وعبدالعزيز الجبرين المنتقل من فريق الرائد، وإن كان معسكر الإعداد في تركيا أفقد الفريق خدمات اللاعب أحمد الفريدي لإصابته بكسر يبعده عن «السوبر»، كما هو الحال للفريق الشبابي الذي خسر خدمات اللاعب عبدالله الأسطا المصاب بالرباط الصليبي، إلا أنه ليس من المتوقع أن يؤثر الغياب في أي من الفريقين. ويُدرك رئيسا الناديين الأمير خالد بن سعد والأمير تركي بن ناصر أهمية تهيئة اللاعبين لمثل هذه النزالات، لاسيما وأن كأس السوبر يعد مطلباً إدارياً وجماهيرياً بعد أن حقق فريق الفتح اللقب في الموسم الماضي من أمام فريق الاتحاد، لذلك سعا الرئيسان في اليومين الماضيين لرفع معنويات لاعبيهم من خلال الحضور المستمر والالتقاء باللاعبين، وصرف جميع مستحقاتهم المالية المتأخرة، خصوصاً وأن لقاء السوبر يأتي متزامناً مع نهاية فترة تسجيل اللاعبين الأجانب والمحليين، ما يتطلب صرف مستحقات اللاعبين المتأخرة من رواتب ومقدمات عقود، غير أن الجانب الفني يبقى دوراً حاسماً، ما يعني أن الثقل كبير على عاتق مدربي الفريقين واللاعبين، فالشباب الذي يبدو أن مدربه يعتمد كثيراً على التنوع في اتجاهات صناعة اللعب والتركيز على قوة الأطراف، مستمداً قوته من وجود عناصر مميزة كحارس المرمى وليد عبدالله والمدافعين ماجد المرشدي وحسن معاذ، ولاعبي الوسط عبده عطيف وأحمد عطيف، والمهاجمين عيسى المحياني ونايف هزازي، في المقابل نجد أن مدرب النصر يتحفظ كثيراً في التكتلات الدفاعية، ويتخوف من المبادرة الهجومية على رغم أنه يمتلك عناصر مؤثرة مثل حارس مرماه عبدالله العنزي، ومدافعيه حسين عبدالغني ومحمد حسين وعمر هوساوي وخالد الغامدي، ولاعبي الوسط يحيى الشهري وشائع شراحيلي، والمهاجمين محمد السهلاوي وحسن الراهب.