أصدر تنظيم «حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة» القريب من تنظيم «القاعدة» تسجيلاً مصوراً جديداً يُعتقد أن مشاهده التُقطَت في موقع قريب من الحدود الجزائرية -الليبية، عرض بعض الأسلحة الخفيفة بين أيدي بضعة عناصر من التنظيم، فيما ترددت أنباء عن استعداد قادته لتسليم أنفسهم. وتضمن التسجيل صوراً لبعض المقاتلين في موقع صحراوي شبيه بطبيعة منطقة إليزي الحدودية مع ليبيا. وظهر مقاتلان يحاولان إطلاق الرصاص من بندقية آلية وإلى جانبهما رؤوس صواريخ تُحمل على الأكتاف. ولم يتضمن التسجيل أي خطاب، ما يجعل السبب وراء بثه غير مفهوم، فيما تروّج أجهزة الأمن الجزائرية أن قائد التنظيم وأتباعه في صحراء الجزائر يستعدون لتسليم أنفسهم بعد اتفاق حكومي. ويبدو أن التسجيل حديث بما أن تاريخ إنزاله على شبكة الإنترنت يحمل تاريخ يوم أمس، كما أن التنظيم نوّه أنه تسجيل خاص بشهر آب (أغسطس) 2014. وذكرت مصادر جزائرية سابقاً أن الحكومة أنهت التفاوض مع عناصر تنظيم مسلح ينشط في الصحراء أبرز مطالبه اجتماعية ل»أبناء الجنوب». ويقود التنظيم «عبد السلام طرمون» الذي ورث القيادة عن محمد الأمين بن شنب الذي قُتل في منشأة تيقنتورين مطلع عام 2013. وتوصل وسطاء جزائريون يمثلون أجهزة أمنية إلى اتفاق على تسليم أبرز قادة التنظيم. وتفيد أنباء أن «طرمون عبد السلام» سلم فعلاً نفسه لقوى الأمن، لكن هذه المعلومات لم تؤكَد بعد. وذكرت مصادر جزائرية مأذون لها أن هذا القيادي اشترط أن يرابط رفقة عدد من قياديي حركته في موقعهم في جبال الطاسيلي، إلى حين دخول الجيش إلى المنطقة لإنشاء موقع وثكنة عسكرية، وتسلم أسلحة التنظيم. وتحدثت المصادر ذاتها عن نية الحكومة منح المسلحين عفواً رئاسياً، ولو تحقق هذا المخطط فإن الجزائر تكون توصلت لقطع صلة هذا التنظيم ب»القاعدة». يُذكر أن «القاعدة» ارتبط عبر فرعه في الساحل الصحراوي ب»حركة الصحراء من أجل العدالة الإسلامية» بقيادة بن شنب محمد الأمين قبل مقتله. ومدّ التنظيم الحركة بالأسلحة والمتفجرات لتنفيذ مخططات إرهابية على الأراضي الجزائرية. وروى مصدر أمني ل»الحياة» أن هذه الحركة «كانت حضرت لتنفيذ عمليات إرهابية عدة داخل الوطن تستهدف خصوصاً مؤسسات النفط في الجنوب وأنابيب الغاز». وأبرز المخططات التي شاركت فيها جماعة بن شنب سابقاً هي «اعتداء تيقنتورين» الذي جرى التخطيط له قبل سنتين على تنفيذه (16 كانون الثاني/يناير 2013). إلى ذلك، ظهر طرمون في تسجيل مصور تداولته مواقع إلكترونية قبل 4 أشهر، قال فيه إنه «يرحب بالأجانب الراغبين في الاستثمار في صناعة النفط والغاز في الجزائر»، في إشارة ضمنية إلى أنه لم يتورط في عملية تيقنتورين. لكن رئيس الحكومة عبد المالك سلال، أوكل في بداية العام الجاري، مهمة التفاوض مع طرمون، لضباط من المديرية العامة للأمن الوطني تحت إشراف اللواء عبد الغني هامل، وبالتعاون مع الجيش.