قتل وجرح عشرات المدنيين السوريين أمس في غارات لطيران النظام على مدينتي دوما وكفربطنا في الغوطة الشرقيةلدمشق، في وقت أعلن 18 تنظيماً من أكبر الفصائل المسلحة في سورية تشكيل «مجلس لقيادة الثورة» تمهيداً لإنشاء مجلس عسكري وآخر قضائي، يتوقع أن يترك أثاراً سلبية على عمل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ويدخل في مواجهة مع «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال سورية وشمالها الشرقي. (للمزيد) وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن 32 شخصاً على الأقل قتلوا في قصف للطيران السوري على دوما وكفربطنا في الغوطة الشرقية. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن إن «17 شخصاً بينهم طفل وامرأة على الأقل استشهدوا في غارتين للطيران الحربي على مدينة دوما (شمال شرقي دمشق)، بينما قتل 15 شخصاً بينهم طفل وامرأة على الأقل في غارة على مدينة كفربطنا (شرق)». وأعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن سقوط «44 شهيداً في مجزرتين لطيران النظام في كفربطنا ودوما بريف دمشق»، في وقت استمرت «الاشتباكات العنيفة» بين قوات النظام و «حزب الله» من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية في القلمون شمال العاصمة. وكان ممثلو 18 فصيلاً مسلحاً أعلنوا في شريط فيديو أنه «بهدف توحيد الفصائل العاملة على الأراضي السورية، تم الاتفاق على تشكيل مجلس لقيادة الثورة في سورية تحت مسمى مجلس قيادة الثورة السورية ليكون الجسم الموحد للثورة السورية على أن يقوم المجلس باختيار قائد له وتشكيل مكاتبه وعلى رأسها المكتب العسكري والقضائي خلال مدة لا تتجاوز 45 يوماً» اعتباراً من يوم أمس. كما تضمن البيان أن يشكل «المجلس الجبهات القتالية الآتية: الجبهة الشمالية، الجبهة الشرقية، الجبهة الوسطى، الجبهة الجنوبية، الجبهة الغربية» على أن «يبقى الباب مفتوحاً لضم كل الفصائل الراغبة بالانضمام» إلى المجلس. ولوحظ أن الاتفاق لم يشمل تنظيم «أحرار الشام» برئاسة حسان عبود ولا «جبهة النصرة» بزعامة أبو محمد الجولاني المصنفة على قائمة المنظمات الإرهابية لعلاقتها بتنظيم «القاعدة»، في مقابل وجود الفصائل التي صنفتها دول غربية على أنها «معتدلة» مثل «حزم» و «نور الدين الزنكي» وسلمتها أسلحة مضادة للدروع بينها صواريخ «تاو» الأميركية. وجاء تشكيل المجلس بعد إعلان فصائل «الجبهة الإسلامية» التي تشكلت قبل ثمانية أشهر من أكبر الفصائل الإسلامية، الاندماج في حلب شمالاً برئاسة قائد «لواء التوحيد» عبدالعزيز سلامة وبعد إعلان «جيش الإسلام» برئاسة زهران علوش و «صقور الشام» برئاسة أحمد عيسى الشيخ «الاندماج» باسم «الجبهة الإسلامية» بقيادة علوش. وفيما شارك ممثلو «جيش الإسلام» و «صقور الشام» في تشكيل المجلس الجديد، لم تتضمن القائمة اسم «لواء التوحيد». كما أن هذه الخطوة جاءت وسط حديث «الائتلاف» عن تشكيل «جيش وطني» في مقابل حديث دول غربية عن قيام علاقة مباشرة مع قادة الكتائب المسلحة على الأرض بعيداً من «الائتلاف». ووفق تقديرات خبراء، فإن الفصائل ال18 تضم حوالى 60 في المئة من مقاتلي المعارضةً.